تجارة بالبشر!
عبدالله الجميلي - جريدة المدينة
قال الضَمِير المُتَكَلّم: كشفت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة العمل أن المتوسط الشهري للأجور في القطاع الخاص انخفض بنسبة (26%) خلال عام 2009م؛ ليصل إلى أقل من (1000 ريال)، مقارنة بـ (1353 ريالاً) لعام 2008م.
وبيّنت الإحصائية أن الأجر الشهري للذكور سجل انخفاضًا لعام 2009م لما دون (1000 ريال)، وبنسبة تصل إلى (27%)، أمّا الأجر الشهري للإناث فقد وصل إلى (1657ريالاً) للشهر، مسجلة انخفاضًا بمقدار (11%) مقارنة مع العام الذي سبقه.
وأظهرت بيانات وزارة العمل أن عدد العاملين في القطاع الخاص خلال عام 2009م وصل لما يقارب (6.9 مليون عامل)، بزيادة تصل نسبتها (10%) عن العام الذي سبقه، وتبلغ نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى إجمالي العاملين (10%).
لغة الأرقام هذه لا تكذب، ولا تُزَيف الحقائق كما يفعل بعض المسؤولين؛ فهذه الأرقام تكشف الحقيقة لمن يريدها:
* فَـتَكدّس الشباب السعودي على الوظائف الحكومية رغم قلتها، وفراره من القطاع الخاص؛ ليس بحثًا عن الرفاهية والتّرَف العملي خلف المكاتب كما يُرَدد بعض المنظرين؛ بدليل أن شبابنا يُمارس العمل في شركات الحراسات الأمنية تحت لهيب الشمس، ونيران الرمضاء؛ بل سبب حرصهم على الوظيفة الحكومية؛ أن معظم الشركات والمؤسسات الخاصة تُتَاجر بهم، وتمتص دماءهم بأجور زهيدة؛ فـ(1000 ريال، أو حتى 1500 ريال) شهريًّا لا يمكن أن تضمن لقمة العيش للشاب بمفرده؛ فكيف يستطيع منها بناء مستقبل وتكوين أُسْرَة..؟!
* زيادة نسبة العمالة الوافدة التي نطقت بها تلك الإحصائية؛ تثبت فشل برامج السعودة، وأنها حِبر على ورق؛ تطبق على أصحاب المحلات الصغيرة؛ أمّا الشركات الكبيرة المملوكة للهوامير؛ فالسعودة مطموسة في قواميسها؛ لأن أصحابها يبحثون عن العمالة الرخيصة؛ وفريق منهم يُتَاجر بالتأشيرات الممنوحة، حيث يستقطب بها الوافدين تحت مظلة شركات وهمية، ثم يُتركهم يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب!!
يا هؤلاء كفاية خطب وتصريحات رنانة حول السعودة؛ أرجوكم ارحموا شبابنا الذي تقتله البطالة؛ مع أن الحَلّ بسيط وسهل في بلد الثراء والثروة؛ فالعلاج في إلزام الشركات الكبرى بتدريب الشباب السعودي وتأهيلهم ثم توظيفهم، وكذلك في تقديم الأولويات بتوجيه الأموال الحكومية والخاصة لإقامة مشروعات استثمارية تنفع البلد، وتستقطب الشباب!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.
المصدر : جريدة المدينة -