حمد الباهلي - جريدة اليوم

عدد القراءات: 1053

احتفل العديد من السعوديين في الأسبوع الماضي بمناسبة مرور اثنين وستين عاماً على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . في مساء الأحد الماضي كانت قاعة الشيخ عبد الله النعيم في مركز الأمير سلمان الاجتماعي تشهد أول احتفالية عامة هدفها تمكين الناس من سبل انتزاع حقوقهم والدفاع عنها وتعضيد كل ما من شأنه منع التعدي على هذه الحقوق أو الانتقاص منها . هذه الاحتفالية جاءت على شكل ندوة عامة نظمتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وبمشاركة من هيئة حقوق الإنسان ومكتب منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وحضرها جمع من القضاة والمحامين والحقوقيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان والمواطنين العاديين . عنوان الندوة جاء مطابقاً لحالة حقوق الإنسان والثقافة المتدنية في البلاد . “نشر ثقافة حقوق الإنسان ، مسئولية من ؟” اتفق المحاضرون الثلاثة على أن ما تم انجازه في مجالالتوعية بهذه الحقوق على يد الجمعية الوطنية والهيئة يعتبر تقدماً مقارنة بتاريخ التأسيس المتأخر لكنهم أعلنوا عن العديد من الأفكار والرؤى والآليات للتقدم على طريق تمكين المؤسسة والهيئة من الوفاء بالتزاماتهما أمام مواثيق حقوق الإنسان الواردة في الإعلان العالمي فضلاً عما هو وارد في مواثيق الهيئات المحلية . أما في مجال تطبيق ما تنص عليه المواثيق سواء العالمية أو المحلية ، فقد جاء حديث المحاضرين مطولاً ومتداخلاً – حتى لا نقول إنشائياً – يعتمد تفسير العناوين نظرياً ويتجنب الوقائع . هنا لا بد من الاعتراف بصعوبة البيئة التي يعمل بها هؤلاء وشجاعتهم في الحديث عن بعض نماذجها . ولإلقاء مزيد من الضوء على ما تجنب المحاضرون الخوض فيه ، كان لابد أن يكون الدور لجمهور الندوة الذي فتح المجال للأسئلة والمداخلات فكانت ، هذه ، ليست فقط جريئة بل وقاسية . كيف يمكن نشر ثقافة حقوقالإنسان في بيئة طاردة لهذه الثقافة حيث تتنوع التعديات على حقوق الإنسان بالرغم من التوجيهات الصادرة من أعلى المستويات لإحقاق الحق . لماذا لا تساعد الجمعية هؤلاء الذين تقدموا بطلب إشهار جمعيات مماثلة قبل الجمعية الحالية ولا يزالون ينتظرون ؟ هل تعرفون كأعضاء في العمل في حقل حقوق الإنسان عن أوضاعالسجون ؟ أنا محام وأعرف أن بعض السجون تعيش أوضاعا مزرية . وقبل أن يكمل المحاضرون ردودهم كان للقضاء كلمته . ثلاثة من قضاة مجلس الشورى الفضلاء تناوبوا على الثناء على تعامل الجهات الرسمية ، لكنهم لم يعارضوا ما جاء على لسان الجمهور وبخاصة حول تأخر صدور الأحكام وعدم تنفيذ أحكام الإفراج لمدد طويلة . خرج الجميع من الندوة فرحين بدون استثناء ، وهذا بحد ذاته خطوة متقدمة للأمام لمن عملوا ولمن حضروا ولمن تابعوا.

المصدر : جريدة اليوم -