عبدالله باجبير - جريدة الاقتصادية

عدد القراءات: 1179

العنف الأسري ..!! مسلسل هندي .. تركي .. مكسيكي .. سمه ما شئت .. فحلقاته لا تنتهي .. وأبطاله كل يوم بشكل ولون .. أما ضحاياه فهم أطفال ونساء لا حول لهم ولا قوة.

الحقيقة أننا أشبعنا هذا الموضوع كتابة وشجباً وطالبنا بوضع حد لهذا العنف لأننا لا نعيش في غابة .. وننتظر بأمل صدور القوانين التي تعاقب المسيء وتنصف المظلوم .. لن نتوقف عن الكتابة بهذا الموضوع ما دام العنف الأسري يمد لنا لسانه كل يوم.

والجديد أن الدكتور «ماجد العيسى» نائب رئيس برنامج الأمان الأسري الوطني في مدينة الملك «عبد العزيز» الطبية، كشف عن تسجيل 200 حالة عنف ضد الأطفال في مستشفيات المملكة خلال الأشهر الستة الماضية.

تنوعت ما بين الإيذاء الجسدي والجنسي والنفسي والإهمال وسجل فيها ضد الوالدين 70 % و20 % من قبل الأقارب .. و10 % من قضايا العنف ضد الأطفال سجلت ضد مجهولي الهوية.

والجدير بالذكر أن «مكة المكرّمة» كانت أكثر المناطق تسجيلاً لتلك القضايا .. وتلتها «الرياض». ثم المنطقة الشرقية .. الحملات التوعوية انطلقت بالتعاون مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان .. تشمل شرائح وبرامج متعددة .. تخاطب المجتمع عبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء .. الحملة في بدايتها ولكنها ستمتد لكامل مناطق المملكة وتطالب بسن قانون خاص بالحماية من الإيذاء في أسرع وقت .. ولكن هذا وحده لا يكفي ما لم يتزامن مع وجود الوعي .. إذ يجب إقناع الناس بأهمية التبليغ عن حالات الإيذاء سواء في القطاع التعليمي أو الصحي وتجاوز هالة التخوف من الإبلاغ.

المشكلة ليست بالسهلة تحتاج إلى تكاتف الجمعيات ومنظمي الحملات مع أسر الأطفال أو النساء الذين يتعرضون للعنف للوصول إلى سن القوانين التي تضمن الحماية لهؤلاء الضحايا وتؤكد العقاب لمرتكب هذا الفعل .. نأمل صدور هذه القرارات الحازمة وبسرعة.

إنني مندهش أننا نعيش في مجتمع متدين والدين تسامح ومحبة ورفق .. ومع هذا يحدث كل هذا .. عجبي!

المصدر : جريدة الاقتصادية -