عبده خال - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 1258

أحسنت جمعية حقوق الإنسان صنعا لالتفاتها إلى قضية المطالبين بالتجنس.وهي القضية التي ينتظر انفراجها من ولدوا وتربوا على أرض هذه البلاد الطيبة ولا يجدون ملاذا لعيشهم وانتظام حياتهم إلا على ثراها. وكثير من هؤلاء يعيشون حالات الأمل والترقب والانتظار..

وبالرغم من تحرك هذا الملف قبل سنوات من خلال نظام النقاط إلا أن ذلك النظام ضاق بالحالات العديدة والمختلفة مما أبعدهم عن أملهم في الحصول على الجنسية.

فهناك من جاء لهذه البلاد منذ خمسين عاما أو أربعين أو ثلاثين أو عشرين عاما ولازال يبحث عن الجنسية ليس للجنسية في حد ذاتها بل انتماء وحبا لهذه الأرض..

وكثير من هؤلاء لايعرفون بلادهم الأم ولا يستطيع الفرد منهم العودة إليها كون حياته كلها أمضاها في هذه البلاد التي أغدقت عليه في تعليمه وعلاجه ومعيشته حتى وإن رغب الفرد منهم مغادرة البلد لكي يستقيم وضعه النظامي فهو غير قادر على التكيف أو الانتماء في بلده وهذا سيبقيه هنا لعشرات السنوات القادمة.. أي أنه لن يغادر بتاتا، وبسبب هذا الإصرار في البقاء يجب أن يوجد حل لهؤلاء..

وكثير ما كتب الكتاب عن أهمية تعديل وضع هؤلاء المقيمين المطالبين بالتجنس بصورة تخرجهم من حالة النظر إليهم كأجانب وتحويلهم إلى طاقة بشرية يمكن الاستفادة منها في مشاريع التنمية المختلفة بسبب الإصرار على البقاء..وقد كتبت مرارا في هذا الموضوع من جوانب مختلفة خاصة حول نظام الإقامة، فمن عاش هنا منذ خمسين سنة يتم معاملته كمن قدم إلى البلاد من شهر واحد..وأغلب هؤلاء (تتكركب) حياتهم في مواقع كثيرة (كحالات الوفاة أو الزواج، أو العمل، أو السفر أو …أو…) وما ينتج عن هذه (الكركبة) يتحول إلى مشكلة اجتماعية (سواء كانت الآن أو في المستقبل )، ومشاكلهم تمسنا بالضرورة كونهم يعيشون معنا وليسوا طارئين (هم أو مشاكلهم) أو عابرين يمكن التغاضي عن أحوالهم..
ومعلوم أن كثافة المواليد في البلد أعداد كبيرة (بعضهم يعد نفسه من الجيل الثالث) أغلبهم متقدم للحصول على الجنسية وأغلبهم تم حفظ معاملاتهم من غير إبداء أسباب محددة مما أبقاهم على أمل مواصلة البحث عن الجنسية السعودية..
وحين تنادي جمعية حقوق الإنسان الجهات ذات العلاقة بحسم ملفات من تنطبق عليهم الجنسية السعودية ولم يحصلوا عليها، إنما هي مناداة تصب في صالح البلد في صور مختلفة لا يتسع المقال لتفنيدها.

أعتقد أن النظام قادر على الاتساع حتى يشمل هؤلاء وينهي معاملاتهم خاصة إذا تم دمجهم في التنمية كعناصر لها أدوار في مختلف البنى الاجتماعية .. وهؤلاء جميعا ينتظرون نظرة حانية لهم ولأسرهم.

المصدر : جريدة عكاظ -