مواصلة العدوان السافر على البراءة!
-
وتبذل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان على الرغم من ضعف إمكانياتها وقلة حيلتها وهوانها على الناس؛ جهوداً طيبة لمتابعة جرائم العنف المرتكبة ضد الأطفال وتوزع مطويات تحدد تعريف وأسباب ومشاكل هذا النوع من العنف وتشير معلوماتها إلى أن معظم جرائم العنف التي يكون ضحيتها أطفالا أبرياء تصدر عن شخص غير سوي سلوكياً وعاطفيا وخلقياً وأن من العوامل المساعدة على نشوء هذه الجريمة داخل الأسرة الفقر المدقع المؤدي إلى أزمات اقتصادية داخل الأسر، وكذا البطالة وانخفاض المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي لدى أفراد أسرة الطفل المعنف، في وقت تغيب فيه التشريعات والقوانين الواضحة التي تدين جرائم وسلوكيات العنف المرتكب ضد الأطفال الأبرياء، أو عدم تفعيل تلك التشريعات والقوانين بسبب عدم مبالاة المجتمع بما يحصل أمامه أو يسمع عنه من أشكال العنف ضد الأطفال سواء كان عنفا جسديا أم جنسيا أم معنوياً، وقد يكن عدم المبالاة عائدا إلى كون العديد من أفراد المجتمع قد نشأوا وتربوا على ثقافة العنف بجميع أو بعض أشكاله ومورس ضدهم وهم صغار فتراهم لا يشعرون بفداحته عندما يبلغهم عن ضحاياه من الصغار، وربما لا يقف الواحد منهم ولا يفكر ملياً وهو يمارس العنف المعنوي ضد طفله أو تلميذه بل يعتبر ذلك نوعا من الزجر والتربية الحازمة وقطعاً لدابر «الدلع» فتجد أبا يقول لطفله أو معلماً لتلميذه يا بليد.. يا كسلان والله لن تفلح طول عمرك وربما قال له ذلك أمام جمع من التلاميذ في طابور الصباح محطماً الطفل شر تحطيم وهو يظن أن ذلك هو العزم والحزم وقوة الشخصية والهيبة التي يحتاجها كل أب ومعلم!؟
إن الطريق أمام جمعية حقوق الإنسان، طويل وشائك خاصة في مجال حماية حقوق الطفولة والأسرة ولكنها بدأت الخطوة الأولى من مشوار الألف الميل فهل تواصل خطواتها حتى تصل أم أنها سوف تتعب وتكتئب؟!
المصدر: صحيفة عكاظ 3 رجب 1432 هـ الموافق 5 يونيو 2011 م
المصدر : -