دروس حوادث الاغتصاب !
-
قبل فترة قصيرة نشرت «عكاظ» خبرا عن محاولة سيدة في المدينة المنورة الانتحار بسبب عدم العثور على أحد مغتصبيها بعد أن تعرضت للاختطاف في شهر رمضان وتعرضت للاغتصاب من قبل شخصين قبض على أحدهما وحكم عليه بالجلد والسجن لثلاث سنوات، يومها تجاهل قراء «عكاظ» في تعليقاتهم على الموقع الإلكتروني للصحيفة حكاية المجرم الذي لم يقبض عليه وركزوا على الحكم (السياحي) الذي تمتع به المجرم الذي وقع في قبضة أجهزة الأمن، حيث لم يستوعب هؤلاء القراء الحكم (المخفف من وجهة نظرهم) ضد شخص ارتكب جريمة نكراء في شهر رمضان المبارك في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
يومها أرسل لي أحد الإخوة القراء سلسلة من الأحكام القضائية التي يرى أن أصحابها ارتكبوا جرائم لا تقارن بجريمة الاختطاف والاغتصاب ولكنهم حصلوا على عقوبات مضاعفة ومن أبرز تلك الأمثلة قضية سارق الخروفين الشهيرة، ولكنني ــ رغم تأييدي التام لوجهة نظره ــ كنت مشغولا بأمر آخر وهو أن أغلب القصص التي تنشر حول جرائم الاغتصاب البشعة يكون الجناة فيها قد ارتكبوا جرائم مشابهة في الماضي ثم خرجوا من السجن ليرتكبوا جرائم أكثر بشاعة.. فلماذا لم يتم وضعهم تحت المراقبة الدائمة والتعامل معهم باعتبارهم كائنات خطرة على المجتمع؟!
وفي قضية وحش جدة الذي كان يستدرج فتيات في عمر الزهور ويغتصبهن في منزله في غياب زوجته وأولاده برزت أهمية الكاميرات الأمنية المثبتة في الأماكن العامة مثل المستشفيات والأسواق حيث التقطت هذه الكاميرات صورته وهو يستدرج الفتيات ولو كانت هذه الكاميرات منتشرة بالقدر الكافي ومرتبطة بالأجهزة الأمنية لما احتاج الأمر إلى كل هذا الوقت الطويل من أجل التوصل إليه، وهو الوقت الذي استغله هذا المجرم في استدراج المزيد من الفتيات البريئات واغتصابهن.
ومن خلال تصريحات أولياء أمور الصغيرات اللواتي تعرضن للاغتصاب يتضح الدمار النفسي الرهيب الذي أصبح ملازما لهن بعد حادثة الاغتصاب، وهنا تبرز الحاجة للعلاج النفسي للضحايا والذي يفترض توفيره مجانا للضحايا الأبرياء من خلال التنسيق بين الأجهزة الأمنية ووزارة الصحة أو أية جهة أخرى معنية بهذه المسألة.
وأخيرا أنقل لكم سؤالا أرسله لي الأخ فايز الشهري لعلكم تساعدونني في الإجابة عليه حيث يقول: (هل تتوقع فعلا أن يتم التشهير بالتجار الذين يتلاعبون بالأسعار ما دام وحش جدة الذي يغتصب الصغيرات البريئات لم يشهر به حفاظا على مشاعره وتكتفي الصحف بنشر صورة قفاه ؟!)
المصدر: جريدة عكاظ 17 رجب 1432 هـ الموافق 19 يونيو 2011م
المصدر : -