تعريض الأطفال للخطر
-
تفاجأت أثناء مشاهدتي لأحد مقاطع الفيديو (يوتيوب) أن أفراداً من أسرة واحدة أو معارف وعددهم تحديداً أربعة يجلسون متقابلين على شكل مربع ويتقاذفون فيما بينهم طفلا ربما لم يتجاوز من العمر سنة واحدة تقريباً؛ بحيث يقذف حامل الطفل بالطفل إلى الذي يجلس بجواره على بعد مترين تقريباً وبعد أن يتم قذفه يتلقفه الثاني ويقذف بالطفل مرة أخرى إلى الثالث ثم إلى الرابع وهكذا عدة جولات والطفل يصيح ذعراً أو ألماً وسط ضحكات وابتسامات من يقومون بقذفه معرضين سلامته وربما حياته للخطر، فأي استلام خاطئ (للطفل المقذوف) قد يؤدي إلى كسر في أحد أضلاعه أو أعضائه وربما عنقه ــ لا قدر الله ــ وبالتالي إما إصابة أو إعاقة دائمة أو وفاة والنتيجة تعريض هذا الطفل للخطر من أجل أن يستمتعوا بقذفه. كذلك نجد أن بعض الآباء ــ وأحسبهم إن شاء الله قلة ــ يعرضون أبناءهم وخاصة الأطفال والرضع للخطر بسبب حركات بهلوانية سخيفة وبالأصح خطيرة. وبناء عليه أوضح أن تلك الأمثلة شرعاً وقانوناً لا تعتبر مداعبة أو مزاحا على الإطلاق وإنما هي جريمة قانونية شرعية تتمثل في تعريض سلامة وحياة إنسان للخطر حتى ولو كان تحت مسمى المزاح وعقوبتها تعزيرية وقد تكون لها تبعات أيضاً وهي حرمان الأهل من الحضانة، فواجب الأهل تجاه أبنائهم تربيتهم وحمايتهم والحرص على سلامتهم وليس الاستهتار بحياة أبنائهم إلى هذه الدرجة. لذا أتمنى أن نكون على قدر المسؤولية تجاه أبنائنا وهم أمانة في أعناقنا وأن نرفض رفضاً قاطعاً تلك الأساليب المرفوضة تماماً والتي تعرض حياة أبنائنا للخطر. وبالنسبة لكل من يقوم بتلك المخاطرة فيحق لكل من له علاقة أن يتقدم ببلاغ رسمي ضده حتى يجد العقاب الرادع له، فالله ــ عز وجل ــ لم يكرمه بنعمة الأبناء حتى يعرض حياة ابنه أو أبنائه للخطر وبكل استهتار، وإن صح التعبير بكل وحشية.
المصدر: جريدة عكاظ 17 رجب 1432 هـ الموافق 19 يونيو 2011م |
المصدر : -