هروب الخادمات ومعاناة الأسر
-
هروب الخادمات أضحت ظاهرة من الظواهر التي يجب الاهتمام بها ومعالجتها من الجميع . أضحى الحصول على خادمة من الامورالصعبة التي تشغل فكر وبال كثير من الأسر . تعاني الأسر معاناة في الحصول على تأشيرة استقدام لخادمة وطول انتظار وتتكبد خسائر مادية لاستقدامها . وبعد وصول الخادمة للكفيل تهرب بعد يوم ويومين وتكون مبيتة النية للهروب وتأتي وهي مزودة بأرقام وعناوين أشخاص ينتظرونها حتى يقوموا بتشغيلها براتب أعلى من راتب الكفيل الذي استقدمها .
الكفيل الذي استقدمها قد يكون في أمس الحاجة لها قد تكون زوجته أو والدته أو احد أبنائه مرضى,وقد تكون زوجته عاملة ولديه أطفال لا يستطيع تركهم في المنزل فتزداد معاناته وتبدأ معاناة أخرى في إجراءات التبليغ عن الخادمة لدى الشرطة ,ورعاية شئون الخادمات , وسفارة بلدها وغالبا يفقد المبلغ الذي يعلم الله كيف ادخره للحصول على الخادمة ناهيك إذا كان الهروب بعد مدة الضمان الثلاثة اشهر من تاريخ قدومها. وتبدأ دوامة أخرى ومعاناة أخرى ودوامة انتظار من جديد .من أهم أسباب هروب الخادمات شبكات التهريب الداخلية والتي تحصل على مقابل مادي في تشغيلها حيث تزود الخادمة برقم الشبكة التي تهربها من كفيلها ثم تعمل على تشغيلها براتب أعلى ,واختلاط الخادمات بدون إقامة مع العاملات بإقامة أو العمل في نفس الدار, وقد ساهم بعض ضعاف النفوس من السعوديين وعديمي الوازع الديني في أسباب انتشار الظاهرة ..ولو وضع الشخص نفسه موضع الشخص المستقدم للخادمة لشعر بالمعاناة ولكن فقدان الضمير يجعل الأشخاص يتصرفون بدون وازع ديني . هناك أسباب تؤدي إلى هروب الخادمة إساءة معاملة الخادمة حيث تعمل الخادمة لدي البعض فوق طاقتها متناسين أنها إنسانة لها طاقة وكرامة (ولقد كرمنا بني ادم ),بعض الأسر يجعلونها مربية للأطفال وطباخة وعاملة في آن واحد والبعض الآخر يحبسها ويغلق الدار عليها , وهناك من يتحرش بها , أو احد أبنائه,والبعض الأخر لا يعتني برعايتها صحيا, والبعض لا يتوقف لسانه عن الشتم والتهزيء , والبعض الآخر يماطل في دفع مستحقاتها المالية وقد لا يدفعها متغاضين عن قوله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم وقوله أنما يرحم الله من عباده الرحماء.
وهناك اسر تراعي حق الله في معاملة الخدم من الناحية الإنسانية والاجتماعية والصحية واعتبارها إنسانة لها قيمتها وكرامتها وتقدر الظروف التي دعت واضطرت الخادمة لترك وطنها وأهلها وأقاربها ومحبيها للبحث عن العيشة الكريمة مقدرين أنها قادمة من بلد عاداته وتقاليده وثقافته مختلفة تماما عنا . فالأستاذ محمد سعيد طيب ضرب أروع أمثلة الوفاء حيث أقام حفل عشاء بمنزله على شرف احد خدمه من الجنسية الفلبينية حضره أكثر من40 شخصا من أصدقاء الطيب وبعض أصدقاء الفلبيني تكريما لخدمات الفلبيني لدى أبي الشيماء وأسرته التي استمرت سنوات مع استلامه لجميع حقوقه المالية بالإضافة إلى بعض الهدايا من أبي الشيماء وأسرته وبعض رواد الثلوثية أكثر من 2 مليون تأشيرة عمالة منزلية تم استقدامها منذعام1425 حتى عامنا هذا ويبلغ حجم الخسائر المادية في سوق العمالة المنزلية مليون ريال تقريبا يوميا ومعدل هروب الخدم 300الى400خادمة يوميا. يجب على المواطنين مراعاة الصالح العام في عدم تشغيل الخادمات الهاربات أو بدون إقامة وقد تكون الخادمة قاتلة أو سارقة أو مريضة مع ضرورة الإبلاغ عنها ,وعلى إدارة الجوازات بذل مزيد من الجهد في تضييق الخناق على سماسرة التهريب والإيواء والتشغيل وترحيلهم وعلى وزارة العمل تسهيل إجراءات منح الشركات ترخيص جلب العمالة المنزلية كما يفعل الغرب لحل المعاناة.
المصدر: جريدة المدينة 3 رمضان 1432 هـ – 3 اغسطس 2011م
المصدر : -