البرنامج الوطني للحد من فقد وهدر الغذاء في المملكة، إحدى مبادرات وزارة البيئة والمياه والزراعة، في برنامج التحول الوطني 2020، ويستهدف تخفيض الكميات المفقودة والمهدرة في الغذاء، عبر اتباع أحدث المعايير والتجارب الدولية، واستغلال مواردنا الطبيعية بشكل فعال.
وقبل أيام أعلن وزير البيئة والمياه والزراعة النتائج التفصيلية الميدانية، لحالة الفقد والهدر الغذائي بالمملكة، والتي بلغت 33.1 %، عن طريق مسح ميداني جمع أكثر من 50 ألف عينة من 35 مدينة خلال عام كامل.
النسبة المهدرة التي تم إعلانها، تشير إلى خطورة ظاهرة الهدر التي يشاهدها الجميع على مستوى المنازل في الوجبات اليومية، أو على مستوى المطاعم والولائم في المناسبات الاجتماعية، ومناسبات الزواج واللقاءات الأسرية، التي يحصل فيها تقديم أطعمة ومشروبات تزيد على حاجة المدعوين، ثم ينتهي بها المطاف إلى مدافن النفايات، وبعض الدراسات قدرت قيمة الفاقد والمهدور من الغذاء في المملكة بحوالي 50 مليار ريال سنوياً.
حفظ النعمة واجب ديني ووطني، وديننا الإسلامي حرم الإسراف، وأكد على حسن التدبير والابتعاد عن التفاخر والظهور بمظاهر الغنى والترف، التي تقود إلى الإسراف وهدر الأطعمة. والمملكة تسعى إلى مواجهة المشكلة وتدرك تداعياتها السلبية بيئياً واقتصادياً واجتماعياً، ونظمت لذلك العديد من المؤتمرات والندوات، التي تضاف إلى البرنامج الوطني للحد من فقد وهدر الغذاء، وجميعها تسعى إلى معالجة إشكالية هدر الطعام، ورفع الوعي لدى المجتمع، لتحقيق هدف حفظ الطعام من الهدر، وتحقيق النظام الصحي لدى شرائح المجتمع، وعدم الإسراف في الأكل خاصة أن النسبة المئوية من السكان الذين يعانون من زيادة في الوزن في المملكة مقارنة بالعالم بلغت 59.4 %، وفقاً لبعض الدراسات، في حين بلغت في العالم 27.1 %، بينما بلغت النسبة المئوية من السكان الذين يعانون من مرض السكري مقارنة بالعالم 23.9 %، بينما على مستوى العالم قدرت بـ9 %.
من المهم التذكير بأهمية تعويد أفراد الأسرة على اتباع قواعد التسوق الصحيح، وغرس مفاهيم السلوك الإنتاجي والاستهلاكي السليم، ونشر ثقافة الأكل الصحي لتجنب الوزن الزائد والاهتمام بجمعيات حفظ الطعام، فالجميع شركاء في تجنب الهدر، وكل ذلك سيقودنا بإذن الله إلى إنجاح مبادرة البرنامج الوطني للحد من فقد وهدر الغذاء.