-

عدد القراءات: 1006
فاطمة آل تيسان – جريدة عكاظ
الكثير من مسؤولي القطاعات الخاصة تتقاطع الجوانب الإنسانية في شخصياتهم مع المسؤوليات والمهام التي يكلفون بها لذلك ينحي المسؤول ــ جانبا ــ اللين واللطف في تعامله مع غيره مكتفيا بعقد حاجبيه ضاما رسغيه إلى بعضهما كإشارة إلى عدم تجاوز نقاط المنع الفاصلة بينه وبين الآخرين وغالبا ما يكونون مواطنين يناشدونه الحل لمشكلاتهم.

هذه في الغالب هي الصورة النمطية للمسؤول وإن تجاوز البعض فليست سوى ابتسامة صفراء ووعود تضخمها نبرة التضجر من الإلحاح في طلب الإجابة على الأسئلة المعلقة، ومع تكرر تلك الصور أصبحنا نشكك في من يقول إنه عكس الجميع وإن حسن التعامل مع الناس والتعاطف مع قضاياهم هي من أولوياته.

ما قد يدعوك للدهشة أن تعامل هؤلاء يختلف كثيرا عن نهج قادة البلاد الذين لا ينطلقون في توجههم إلا من مبادئ السماحة والعدالة وتفهم مشكلات الناس بما يكفل الحل وليس تغليظ الأحكام والقسوة في تنفيذها.

وحقيقة نرى الفارق في التعامل مع قضايا عديدة وقعت لمواطنين واستمروا تحت طائلتها سنوات طويلة دون بادرة أمل لحلها وما أن تتجاوز الأدراج لتتدخل فيها إنسانية القادة وتعاطفهم حتى تحل العقد وتنفرج الكرب.

وهكذا كانت قضية هادي آل مطيف متشابكة وعقدها لا تفك إلى أن تجلى ذلك البعد الإنساني الجميل في موقف ولاة الأمر يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في لينه وعطفه وولي عهده الذي لا يحزم في أمر إلا بمقدار الإصلاح وحفظ الأنفس.

ولن نتجاهل الدور الكبير لأمير منطقة نجران مشعل بن عبدالله الذي اقترب من المجتمع النجراني حتى لمس أقرب تفاصيله فكان خير معين ومساعد لحل الكثير من القضايا والمشكلات ومن تدخلوا معه في الإصلاح كان دافعهم الثقة في أن مثله لا يرد ملهوف استغاث به.

وبغض النظر عن عظم الفعل أو صغره إلا أننا بشر نخطئ ونصيب ونذنب ونتوب ولكن يبقى ميزان العدل والرحمة الإلهية وأمانة من فوض ليكون معدلا أو مقيما للسلوكيات الحائدة عن جادة الصواب والذي لابد له في ذلك من توسم خلق النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وهو يعفو ويغفر ولم يكن فضا أو غليظا بل كان سمحا عطوفا واجه سلوك الكافر والمشرك واليهودي ليؤلفها جميعا تحت مظلة الإسلام الواحد..

لذا نحتاج كثيرا مواطنين ومسؤولين أن نستلهم من نهجه الكريم حسن التعامل والتعايش وحتى طريقته في الثواب والعقاب والحكم على المحسن والمسيء من واقع إنساني بحت.

المصدر: جريدة عكاظ الجمعة 25 ربيع الأول 1433هـ  الموافق 17 فبراير 2012 م

المصدر : -