-

عدد القراءات: 886
د. محمود إبراهيم الدوعان – جريدة المدينة
 

نخبة مميزة من أبنائنا وبناتنا الصغار وطلابنا وطالباتنا الكبار الذين تفوقوا وأبدعوا وحصلوا على نتائج مميزة مقارنة بأقرانهم على مستوى دول العالم، وحازوا على مراكز متقدمة على المستويين العربي والإقليمي في مؤشر موهبة العالمي الذي أطلق في عام 2007م وكان يشمل مبدئيا (30 دولة) وأصبح الآن يشمل (60 دولة) من دول العالم الرائدة في مجالات العلوم، ويضع هذا المؤشر الدول على أساس قدرتها على تطوير أصحاب المواهب وجذبهم نحو التميز والإبداع، وقد وضع جدول لترتيب الدول حسب التفوق العلمي الإبداعي لعام 2011م، والمتوقع لها من التقدم في عام 2015م.

وقد حققت المملكة من خلال هذا المؤشر العالمي المرتبة 41 من بين 60 دولة، ويتوقع لها الحصول على المرتبة الـ 39 في عام 2015م إن شاء الله، وبهذا التصنيف تتقدم المملكة جميع الدول العربية، حيث لا يوجد من ضمن المؤشر سوى مصر وقد احتلت المرتبة 51؛ والجزائر وحصلت على المرتبة 56.

هذا التميز والإبداع لم يأت صدفة أو من فراغ بل إن هناك جهودا تبذل ورجالا تعمل، وحكومة رشيدة تنفق وتعطي على رأسها خادم الحرمين الشريفين الذي أولى الطلاب جل عنايته واهتمامه، ورجالا مخلصين بذلوا ويبذلون الكثير من أجل رعاية هذه الفئة المميزة من العلماء اليافعين.

إن الحصول على مراتب متقدمة بين دول العالم المتحضر في الشمال ودول آسيا والمحيط الهادي ليس غاية في حد ذاته، ولكنه هدف تسعى إليه معظم دول العالم لحجز أماكن مرموقة لها بين الدول المتقدمة، والدول الرائدة في مجالات العلوم المختلفة، حيث يرفع هذا التصنيف أسهم الدولة ويضعها في مقدمة الدول التي ترعى شؤون أبنائها الطلاب أينما كانوا، وتقدم لهم الغالي والنفيس من أجل التحصيل العلمي المفضي للإبداع، وجني ثمار التقدم الحضاري الذي تطمح إليه معظم الدول الراقية والراغبة في تنمية مواردها البشرية التي لا تقدر بثمن، والتي تمثل الثروة الحقيقية المستدامة، وهذا التوجه يبرهن للعالم بأن حكومتنا الرشيدة بكل قطاعاتها تسعى جاهدة في العناية بالتعليم ومرتكزاته الأساسية، والتي من أهمها العناية بالطالب، وتنمية قدراته المعرفية، وتذليل الصعاب التي تواجهه في حياته العلمية والعملية.

نحن كآباء، وأساتذة، ومعلمين نوجه رجاءنا إلى مقام وزارة التربية والتعليم المسؤول الأول عن العناية بصغارنا حاليا وعلمائنا مستقبلا، أن تولي طلاب المرحلة الابتدائية عنايتها الخاصة من حيث: التأهيل، ووضع البرامج، واختيار المعلمين، والمناهج السهلة والميسرة، والكثير من احتياجات هؤلاء الصغار التي يعلمها التربيون أكثر منّا، والبعد كل البعد عن الأساليب العقيمة مثل: التوبيخ، والاستهزاء، والإهمال، والتهميش، والتقليل من قدراتهم، وقتل روح الإبداع والطموح والتفكير فيهم، هذا الأسلوب المرفوض الذي يمارسه بعض قليلي الخبرة والدراية بأساليب التعليم من المعلمين غير الأكفاء الذين زج بهم في التعليم دون أن يكون لهم رغبة فيه.

كما نؤكد على عناية ورعاية وزارة التعليم العالي واهتمامها الكبير بأبنائنا الطلاب المتفوقين والموهوبين وإعطائهم العناية الفائقة من خلال مراكز الموهوبين بالجامعات ودعمهم ماديا ومعنويا، فمعظمهم من البسطاء ماديا، ولكنهم أغنياء جدا بأفكارهم النيرة وإبداعاتهم الخلاّقة، التي تضاهي أعلى المستويات في العالم، كما نطمح في أن تتاح الفرصة لكل طالب مبدع في إبراز مواهبه حتى نحقق طموحات الوطن في الوصول إلى أرقى المستويات العلمية، وتحقيق نتائج أفضل من أجل تنمية مستدامة ونهضة تنموية شاملة تخدم مواطني هذا البلد المبارك في مستقبل أيامنا المشرق بإذن الله. وفق الله العاملين المخلصين لما يحب ويرضى.

المصدر : جريدة المدينة 11 شعبان 1433هـ الموافق 1 يوليو 2012 م

المصدر : -