-

عدد القراءات: 1084
عزيزة المانع – جريدة عكاظ
 

من التحديات التي تواجه الأم الطالبة أو العاملة، التوفيق بين رعاية الأطفال، خاصة في سن الرضاعة والوفاء بالتزاماتها الدراسية أو العملية خارج البيت.

في كثير من الدول المتقدمة جرت مواجهة هذه المشكلة بسن قوانين عمل مرنة تتيح للأمهات خيارات كثيرة، مثل إجازة طويلة تتفرغ الأم أثناءها لرعاية الطفل بجزء من الراتب أو بدون راتب، ومثل ساعات العمل الجزئي، حيث تعمل الأم يومين في الأسبوع أو ثلاثة أو تعمل نصف ساعات اليوم وغير ذلك من الأنظمة التي توفر للأم مزيدا من الوقت لرعاية الطفل قبل التحاقه بالروضة. وإلى جانب مرونة الأنظمة أوجدت حضانات كثيرة تستقبل الأطفال الرضع وتخضع لرقابة صحية وإشراف تربوي يحفظ سلامة الطفل ويحقق الراحة والاطمئنان للأم.

أما في بلادنا فإن الأمهات تركن يواجهن بمفردهن مشكلة رعاية أطفالهن المواليد، ولأن وزارة التربية والتعليم هي الجهة الوحيدة التي ساندت الأمهات من موظفاتها فأتاحت لهن الحصول على إجازة طويلة لرعاية أطفالهن الرضع، فإنه ليس كل الأمهات العاملات معلمات، وإذا لم تكن الأم محظوظة بوجود أمها أو أم زوجها أو إحدى قريباتها متفرغة ومستعدة لرعاية الطفل فإنها تضطر إلى أحد أمرين: إما أن تترك الرضيع في رعاية الخادمة أثناء غيابها في العمل أو تودعه إحدى الحضانات الأهلية ترعاه خلال غيابها. ولأن كل من يسمع عن مشكلات الخادمات وما يحدث من بعضهن أحيانا من حالات اعتداء على الأطفال يفضل بلا أدنى تردد إلحاق طفله بالحضانة على أن يتركه وحيدا في صحبة الخادمة، فإن هذا شكل حاجة كبيرة إلى إنشاء حضانات مؤهلة تحت إشراف جهات رسمية تعنى بالصغار من الميلاد إلى سن الثالثة فترة غياب أمهاتهن.

إن ما يوجد من حضانات حاليا يعد على أصابع اليد، وهي يقال عنها حضانات تجاوزا، فهي غالبا مجرد غرفة صغيرة ملحقة ضمن بعض الروضات باعتبارها تابعة لرياض الأطفال، فهي لا تخضع لإشراف خاص بها من أية جهة رسمية، ولا تنطبق عليها المعايير الصحية والتربوية الخاصة بالحضانات، كما أن معظم العاملات فيها في رعاية الأطفال لا يحملن أي مؤهل أكاديمي أو تدريبي يجعلهن صالحات لحضانة الأطفال. ومن يقرأ ما كتب في صحيفة المدينة يوم الأربعاء الماضي عن (ربكة) الأمهات الطالبات في جامعة طيبة عندما فاجأتهن الجامعة بإغلاق الحضانة التي كن يودعن أطفالهن فيها، يدرك مدى الحاجة ليس إلى وجود حضانات مؤهلة وصحية فحسب، وإنما أيضا الحاجة إلى وجود جهة رسمية تتولى مراقبة الحضانات والإشراف عليها، تقول إحدى الأمهات: «رغم الكثير من الملاحظات على الحضانة، مثل سوء النظافة وصغر المكان وعدم استيعاب الأطفال، إلا أننا كنا راضيات، لأن وجود أطفالنا قريبين منا يريحنا». إن الأم القلقة والمنشغلة ذهنيا بالتفكير في طفلها، لا يتوقع منها أن تكون طالبة مجدة أو عاملة منتجة، فالراحة النفسية والاطمئنان أساس في النجاح وزيادة الإنتاج.

المصدر : جريدة عكاظ 8 ذو القعدة 1433هـ الموافق 25 سبتمبر 2012م

المصدر : -