عاطلون بشهادات عليا
-
تصريحات بعض الوزراء.. ظاهرة صوتية لا أكثر.. هكذا تبدو الصورة حين نصيخ السمع وإلا فكيف يمكن تفسير وعودهم بتوفير الوظائف لكل المواطنين بل و للمبتعثين قبل تخرجهم، فيضج الواقع ضحكا على ما يجري؟!
حالنا يقول إن لدينا 1,4 مليون عاطل ببرنامج حافز.. منهم من يحمل شهادات عليا درجة الماجستير والدكتوراه.. وحالنا يقول أن هناك حاليا 130 ألف مبتعث و مبتعثة في 46 جامعة عالمية سيحزمون يوماً حقائبهم لأجل العودة إلى الوطن.
ما يزيد عتامة الصورة إعلان وزارة العمل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي إطلاق برنامج “جاهز” الذي يوفر الوظائف المناسبة لجميع المبتعثين وفق تخصصاتهم العلمية.. وإن كنت غير متفائل بالشكل المطلوب لطالما هناك تخبطات وتضارب في رؤى المسؤولين المتنفذين حيال توظيف أبناء البلد، فعلى سبيل المثال تقوم وزارة التعليم العالي بتخريج معلمين ومعلمات لغة إنجليزية حاصلين على درجات علمية بتقدير امتياز تؤهلهم للعمل في مجال اختصاصهم في أي مكان بالعالم.. وحين تأتي الفرص للتوظيف لتعليم اللغة الإنجليزية في السنوات التحضيرية ترفض الجامعات توظيفهم وتشكك بمستوى تأهيلهم وتأتي بمعلمين من آخر الدنيا تكون الانجليزية هي لغتهم الأم فنتوارى خجلا ونحن نتهم قطاعنا الخاص بعدم الوطنية لتجاوزه أبناءنا.. وتفضيله استقدام المؤهلين من خارج الحدود!!
إن الحس الوطني يستدعي استشراف المستقبل وتحدياته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية خصوصا ملف العاطلين عن العمل الذي يضرب استقرار المجتمع في مقتل.. فلا بد من مساءلة ومحاسبة من يضع العراقيل والشروط التعجيزية أمام مستقبل الشباب ووضع خطط فعالة لتوظيفهم وفق إتاحة الفرص العادلة يكون ضمن أولوياتها استيعاب التحديات في سوق العمل.
إن كانت العطالة تضرب الآن بأطنابها في حياتنا بكل هذا السفور، فما هو حالنا بعد قدوم المبتعثين ممن يحلمون بوظائف تتعلق باختصاصاتهم، ويأملون في الاستقرار المادي الذي يقيهم الفاقة ويحقق لهم ولأسرهم الأمان؟
“عنوان المقال مقتبس من شعار حملة العاطلين بشهادات عليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
المصدر : جريدة الرياض 11 صفر 1434 هـ الموافق 24 ديسمبر 2012 م
المصدر : -