سعيد السريحي - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 1067

تبدو تسمية تلك الفئة ممن يتعرضون إلى إعاقة تجعلهم بحاجة إلى عناية خاصة خلال سنوات تعليمهم وعناية خاصة كذلك عندما يتم توظيفهم مسألة مربكة، فقد درجنا ردحا من الزمن على تسميتهم بالمعاقين استجابة لتوجيه يحذر من تسميتهم بالمعوقين، ذلك أن تسميتهم بالمعوقين تقتضي أن يكون هناك من قد تسبب في إعاقتهم بينما جلهم ولد مصطحبا معه إعاقته أو أنه أصيب بها نتيجة حادث عرضي أو مرض طارئ.

الابتعاد عن تسمية المعوق بالمعوق يحمل إشعارا بالبراءة من سبب إعاقته وتبرئة كذلك لأي طرف أو جهة من أن تكون سببا في تلك الإعاقة لذلك حلت الصفة المشبهة «معاق» مكان اسم المفعول «معوق» كما يقول أصحاب اللغة.

وفطن المعنيون بشؤون هؤلاء المعوقين أن ما قدموه من تسمية من شأنه أن يجعلها، لغويا كذلك، صفة ملازمة ثابتة فتراجع التحذير من تسمية المعوق «معوق» وعادت وسائل الإعلام تراوح بين استخدام «معاق» تارة و«معوق» تارة أخرى كلما جرى الحديث عن هذه الفئة التي تحتاج منا جميعا أفرادا ومؤسسات عناية ورعاية خاصة.

غير أن الوعي بما تحمله كلمة معوق أو معاق على السواء من تكريس مفهوم الإعاقة لدى هذه الفئة على الرغم من مقدرة كثير منهم تجاوز هذه الإعاقة أفضى إلى الوصول إلى صيغة جديدة في تسميتهم وهي صيغة عالمية أقرت تسميتهم بذوي الاحتياجات الخاصة، وهي تسمية تشمل فئات عديدة ممن فقدوا بعض حواسهم كالبصر أو السمع أو ممن يعانون من عجز في الحركة أو تخلف في القدرات العقلية.

وإذا كانت تسميتهم بذوي الاحتياجات الخاصة قد نجحت في درء تكريس مفهوم الإعاقة عنهم فإن التسمية الجديدة كرست أمرا آخر لا يقل حساسية يتمثل في الاحتياج فهم محتاجون، بل هم محتاجون على نحو خاص وهو ما يمكن أن يزيد مفهوم الاحتياج قسوة وعنفا تجاه هذه الفئة.

وأتذكر حين استضافت «عكاظ» قبل بضع سنوات عددا من منسوبي مركز ذوي الاحتياجات الخاصة يتقدمهم مدير المركز الدكتور عثمان عبده هاشم أني طرحت هذا التوجس وتمنيت على القائمين والقيمين على رعاية هذه الفئة إن ينظروا في إمكانية تسميتهم بذوي الحقوق الخاصة فهي تسمية ترفع عنهم مفهوم الاحتياج وتجعل ما يتم تقديمه لهم حقا من حقوقهم يتوجب علينا جميعا أن نؤديه لهم.

المصدر : جريدة عكاظ - جريدة عكاظ 18 جماد الأول 1434هـ الموافق 30 مارس 2013م