عبد المحسن هلال - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 1212

هل ممارسة الطالبات للرياضة أمر يستدعي موافقة وزارة التربية والتعليم؟ بل هل يستدعي إصدار فتاوى جديدة يقول أصحابها بأنهم لا يمانعون ممارسة الطالبات والنساء للرياضة، هل من مجال لفتوى بعد فتوى الشيخ بن باز رحمه الله بجواز ذلك ؟ تلميذ الابتدائي يعرف أن رسولنا عليه السلام كان يسابق أمنا عائشة رضي الله عنها، وبالطبع لم يمارسا العدو داخل المنزل، تلميذ الإعدادي يعلم أنهن كن خلف الجيوش الفاتحة يتطببن ويداوين ويحملن الجرحى وهي وظائف تتطلب قدرا عاليا من اللياقة البدنية لا يتاح إلا بالتريض.

لم نضيق واسعا، بل لم نحرم حلالا رضوخا لعادات وتقاليد بالية، ونبعث برسائل متضاربة أو مغلوطة لنشئنا تزيد حيرتهم بين الدين والعادات وبين المسموح والممنوع ؟ كان بإمكان الوزارة القول إن الأمر يتطلب تجهيزات خاصة غير متوافرة حاليا بمدارسها الحكومية ولذا سمحت ببدايتها بالمدارس الأهلية التي تملك فرض التجهيزات عليها بينما لا يمكنها توفيرها لمدارسها، بدل أن يفهم البعض أن المدارس الأهلية جزر أجنبية لا تسري عليها سيادة الدولة أو أن الحكومية فقط من تطبق عليها تعليمات الوزارة.

نعلم جميعا أن معظم المدارس الأهلية تمارس فيها رياضة الطالبات ولم تكن تحتاج لموافقة الوزارة على أمر قائم، نعلم أن بعض المدارس الحكومية مستأجرة وممتلئة حد التخمة وناقصة التجهيزات حد الفجيعة، وأن بعض مطابخها ودهاليزها وأسيابها تحولت لفصول تتكدس فيها الطالبات، نعرف أن متطلبات ممارسة الرياضة هدف بعيد في سلم أهداف الوزارة وأولوياتها، كل هذا مفهوم فلماذا القفز فوق المفهوم والمعروف إلى تصريح أو موافقة غير معروفة ولا مفهومة، بل وقاطعة لأي قرار مستقبلي ؟

الذي يبدو أن الوزارة تواجه مشاكل جمة من خارج محيطها وتدخلات كبيرة في أعمالها، ويبدو أيضا عجزها عن مواجهة هذه الضغوط وقد دام طويلا، والسؤال لماذا ؟ لديها موافقة دينية صريحة من أكبر مرجع ديني، لديها دعم وتأييد من أعلى مرجع سياسي، ولديها الدعم الشعبي أيضا، فكيف تنكفئ أمام الضغوط الصغيرة وهي القائدة للعملية التعليمية ؟

المصدر : جريدة عكاظ - 5 رجب 1434هـ الموافق 14 مايو 2013م