ياسر بن علي المعارك - جريدة الرياض

عدد القراءات: 1109

مواجهة الأخطار، تستلزم استيفاء عناصر المعادلة لتحقيق الانتصار عند المواجهة بدراسة الطرائق الممكنة لكبح الخطر ومعرفة مكامن قوته ونقاط ضعفه.. فالمعادلة تقول إن المعلومة أهم معطيات السوق، بل تتفوق حجما وقيمة عن بقية السلع مهما غلا ثمنها.

انطلاقا من ذلك اشرأبت وزارة الصحة في مواجهة الأمراض المعدية، مستعينة بخبراء منظمة الصحة العالمية، لأجل الإحاطة بالمعلومة الكاملة، وشكلت فريقا مشتركا على مستوى رفيع من العلم والمهنية للتعرف على فايروس “الكورونا” لعلاجه من جذوره.. فالفيروس يستفيد حاليا من غياب المعلومات الكافية عن سماته، كما أن الصورة غير واضحة عن خصائصه ونقاط ضعفه أو طرق انتقاله، في حين تتفق الرؤى حول خطورته، وفتكه بالمصابين، وإثارته للهلع في النفوس، لاسيما بعد تسجيل 15 حالة وفاة من أصل 31 إصابة بالمملكة.

الجهاز الإعلامي بوزارة الصحة، المتخصص بتعزيز الصحة شكل أحد أدوات الوزارة الفاعلة في هذه المعركة، كونه يضم نخبة من المهنيين الذين استطاعوا إيصال رسالة التوعية للمجتمع بشكل رائع، وربط المجتمع بالمستجدات من خلال استخدام أحدث الوسائل التقنية، خصوصا وسائل الاتصال الاجتماعي حيث بلغ عدد المتابعين في موقع تويتر 190 ألف متابع، كما أن تخصيص صفحة عبر بوابتها الالكترونية لمتابعة تطور انتشار فيروس كورونا بما في ذلك عدد الإصابات والوفيات إلى جانب إرشادات ونصائح لتجنب الإصابة بالفيروس القاتل مؤشر على ارتفاع سقف الشفافية التي تنتهجها وزارة الصحة بنشر جميع المعلومات أولا بأول بناء على ما يرد من اللجان الميدانية في المرافق الصحية.

وسيتفاعل المجتمع بشكل أكبر مع رسائل تعزيز الصحة وفقا لملامستها إدراكه، ومواكبتها ظروف المرحلة، وتعزيز تلك الرسالة بوسائل الإيضاح المتنوعة، والاستعانة بالدعاة، فضلا عن استهداف مراكز التجمعات، والاستعانة بنجوم الفن والأدب والرياضة لتحقيق النجاح.

في رأيي أن الإعلام التوعوي يحتاج ميزانية كبيرة، تواكب التكاليف الباهظة لإنتاج المادة الإعلامية حتى يؤدي رسالته بمهنية عالية وينجح في مواجهة تغير نمط الأمراض حتى أصبح مجتمعنا موبوءاً بارتفاع معدلات الإصابة بالسكري والأورام و غيرها من الأمراض.. إن دعم ميزانية التوعية الصحية، هو في الواقع دعم لحياة الإنسان وصحته التي لا تقدر بثمن، فالإنسان محور حركة الحياة ورهانها الحقيقي، ما يجعل من الضرورة أن ترصد له الميزانيات.. دون شح أو تقتير .

المصدر : جريدة الرياض - 11 رجب 1434هـ الموافق 10 مايو 2013م