انكشاف نقص المراقبة
راشد بن محمد الفوزان - جريدة الرياض
من يتابع أخبار البلديات بالرياض مثلا، ولم نسمع كثيرا عن باقي المدن المملكة، يلحظ كما هائلا من « المخالفات « في المطاعم، والملاحظات هي في غالبها على مستوى الصحة والسلامة في الغذاء المقدم وسلامته والاشتراطات الصحية، كل يوم نسمع عشرات المطاعم « توقف أو تقفل « مؤقتا، وتعود لاحقا بعد تطبيق العقوبة حسب نصوص البلديات. السؤال هنا خلال السنوات الماضية ماذا كان يحدث بهذه المطاعم مثلا ؟ هل الرقابة الآن شملت كل المطاعم بلا استثناء ؟ إلى متى تستمر؟ والفرضية تقوم على رقابة لا تتوقف. ماذا يحدث بعد العقوبة والإقفال لهذه المطاعم ؟ أسئلة كثيرة كشفت أن قطاعم المطاعم « كسلامة صحة ونظافة « أنه دون المستوى بكثير، ناهيك عن الاشتراطات الصحية والمكونات الصحية من سعرات حرارية وزيوت وحفظ وغيرها من كشفها والتأكد منها ؟ أسئلة كثيرة لا حصر لها، وهذا القطاع يعتبر من القطاعات الحساسة والمهمة كنمو سنوي وحاجة وترفيه للناس، وقطاع يصرف به ما لا يقل عن 50 مليار سنوياً كمبيعات لمختلف المطاعم والوجبات السريعة والبوفيهات وغيرها، فهو جاذب بكل النواحي.
هنا يجب أن نتوقف، ونعيد النظر خاصة البلديات وكل جهه ذات علاقة في قطاع « الأغذية والمطاعم « وهي تمس صحة الإنسان، وأيضا الأسرة كاملة، ويجب أن نعيد النظر بأسلوب المراقبة فلا تكون مؤقتة ولا يوما والموعد السنة القادمة، بل يجب توفير جهاز متكامل العدد والعدة، لكي يستمر وينظم هذا القطاع حتى بكثرة انتشارة التي اصبحت طاغية وعددها يفوق المدراس والمستشفيات والمستوصفات جميعا، وأن يقنن انتشارها بمراكز محدده في الأحياء أو الشوارع وهذا جزء من التنظيم فكثرة العدد بهذه الصورة، يستحيل أن تراقب، وتشجع على الاستهلاك المبالغ به خاصة الأطفال، ونحن نعرف القيمة الغذائية للمطاعم فغالبها ومعظمها غير صحي ولا يفيد كقيمة غذائية، ولكن يظل حرية للناس وخيارهم لا أحد يتداخل به، ولكن يحتاج توعية ووعيا من الجمهور حين يفوق ويزيد عن الحاجة ويكون هناك مبالغة، كما هو « الدخان « أو المشروبات الغازية، فلها اضرار، وكل شيء يزيد عن حده له ضرر لا شك.
أرجو ان يضبط هذا القطاع برقابة صارمة، وعقوبات أيضا أشد واكثر صرامة وحسما، وتضاعف العقوبة أيضا فنحن نتحدث عن « صحة « الإنسان، لا قطعة غيار او غيرها يمكن أن تستبدل أو ترجع، فالغذاء كما نعلم عمره بالساعة وليس باليوم، وهذا مهم بحيث تكون هناك هيبة النظام حاضرة، ويطمئن الناس لما يقدم ولن يضبط كل شيء 100% ولكن يجب أن نعيد صياغة ما يحدث فما كشف يدمي الجبين بهذه الأعداد الكبيرة، وإن لم يكشف كلها فهذه نوعية عشوائية، فماذا سيكون حين يكشف عن الكل ؟
المصدر : جريدة الرياض - 28 شعبان 1434هـ الموافق 7يوليو 2013م