لطالما كانت المملكة حريصة على تعزيز نشر السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وسخرت من أجل هذا الهدف إمكاناتها وقدراتها وعلاقاتها الطيبة مع الدول كافة، والمنظمات الدولية، إيماناً منها بأن الحروب لا فائز فيها، وأن تبعات هذه الحروب مدمرة للشعوب والاقتصادات الدولية، وبخاصة في الدول المتحاربة.

ويحفل التاريخ السعودي بصفحات مضيئة تدعم حركة السلم الدولي، وذلك من خلال جهود استثنائية بذلها قادة البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه -، وصولاً إلى قائد مسيرة السلام، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باستضافة كثير من الفرقاء على أرض المملكة، بغرض تعزيز التصالح بينهم، إذ تؤمن المملكة بأهمية الوفاق بين الشعوب، ونشر التآلف والتسامح بين البشر، بصرف النظر عن الجنس واللون والدين والعرق والانتماءات السياسية، وتنادي بترسيخ التعاون والتكامل بين الدول، وترى أن هذا التعاون يرتقي بحياة الشعوب، ويعمر الأرض، ويعمل على رفاهية الإنسان.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، والمملكة أعلنت أكثر من مرة أنها تساند كل الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء تلك الحرب في أسرع وقت، ورأت أن حل الأزمة المناسب سيكون سياسياً عبر التفاوض المباشر، والوصول إلى حلول ترضي الطرفين.

ولعل الزيارة التي قام بها الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، على رأس وفد مرافق إلى أوكرانيا، بمثابة دليل جديد يؤكد مساعي المملكة في هذا الصدد، وخلال الزيارة شددت المملكة – مرة أخرى – على دعمها كل ما يسهم في خفض حدة التصعيد، وحماية المدنيين، والسعي الجاد نحو الحلول السياسية التفاوضية، ولم ينس الجانبان أن يناقشا فرص تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

ولم تقتصر الجهود السعودية على المسار السياسي، وإنما كان هناك خط موازٍ لها، إذ أعلنت أيضاً مواصلتها الجهود الإنسانية للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عن تلك الحرب، وسارعت في تقديم حزمة مساعدات إغاثية إلى أوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.

الجهود السعودية في تلك الأزمة، كانت – وما زالت – محل تقدير واحترام من روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن المنظمات الدولية، التي ترى المملكة دولة داعمة للأمن والسلم الدوليين، وتعمل لصالح ترسيخ السلام في أنحاء المعمورة.