السعودة بين الوهم والحقيقة
- جريدة عكاظ 8 شوال 1434هـ الموافق 15 أغسطس 2013م
وقد وصل الأمر إلى احتكار الكثير من الأنشطة التجارية بجنسيات معينة تسيطر عليها تماما، ولا تسمح بالاقتراب، بحيث يظل المواطن على الرصيف بحسرته يرقب كل ذلك.
ولا يحتاج الأمر إلى دلائل إثبات أو نفي، فجولة سريعة على أشهر محلات الملابس والكماليات والأثاث والسوبر ماركت، انطلاقا إلى الأسواق الشعبية وحلقات الغذاء في بلادنا تجد ما أقوله متمثلا أمام العين، فهل خلا مجتمع أكثريته من الشباب ونسبة البطالة فيه مرتفعة ممن يقوم بهذه المهام من المواطنين والمواطنات، وما الأسباب الكامنة وراء انتشار هذا العدد الهائل من المستقدمين في هذه المجالات والبديل الوطنى موجود، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار حجم السيولة المهول الذي يرحل سنويا، وإلى الأبد وأثر كل ذلك على الاقتصاد الوطني، ورغم رصد الوزارة للسعودة الوهمية ــ كما هو وارد في تقاريرها من خلال لجانها «في المناطق»، ورغم وجود العقوبات والقوانين التي تؤكدها وزارة العمل في كل وقت، إلا أن الوضع ظل كما هو عليه بتغييرات طفيفة لا تذكر، فأين دور لجان التفتيش المنوطة بالتحقق من السعودة كما وكيفا، ومدى تفعيل العقوبات الفورية التي تتضمن إيقافا للخدمات المقدمة من الوزارة يليه الإغلاق ثم تجميد السجل التجاري، والأثر المتوقع والمفترض لكل ذلك في الواقع المعاش.
والسؤال الكامن في لسان كل منا: إلى متى؟؟ رغم تقديري العميق لجهود وزارة العمل أخذة في الاعتبار المقاومة الشرسة التي تلقاها.
إن الحقوق لا تطلب ولا مهادنة فيها، بل تجبر صرامة القوانين على الالتزام بها، فهل القانون موجود والتطبيق مفقود وضائع في سرادقات التردد والإمهال.
المصدر : جريدة عكاظ 8 شوال 1434هـ الموافق 15 أغسطس 2013م -