راشد محمد الفوزان - جريدة الرياض

عدد القراءات: 1027
تصاعُد أسعار الحملات للحج أصبح سمة سنوية تتراوح الارتفاعات بين 10 و30%، ولا حج بدون تصريح أو حملة وهذا أصبح أساسا من سنوات. الارتفاع من أين يأتي مصدره؟ فما الذي يرفع السعر ويتغير، رغم أن هذه السنة تقلص عدد الحجاج رقمياً كطلب الحكومة لدينا لحكومات الدول الأخرى. لكي نوضح أسباب الارتفاع يجب أن نعرف أن الحج يتم بحملة حج من خلالها لا أحد يحج وحده وبنفسه أبداً ممنوع قانوناً، رغم المخالفات والتجاوزات الواقعة.

الحملات تستأجر الأراضي أو مواقع الحملات من وزارة المالية وليس الحج والأوقاف، وهذا سعرها مرتفع جدا يقارب 7500 للخيمة الواحدة، ولكن يجب أن نعرف أن مقر الحملات ليس كله للحجاج، بل هناك دورات مياه ومطابخ ومكان للصلاة وكلها تستقطع من الخيام وبالتالي ترفع التكلفة، فالمخيم الذي يستوعب 100 حاج لن يكون كله لعدد 100 حاج، بل يستقطع منه الخدمات وقد يذهب منه 30% تقريباً، وهذا سيتحمله الحاج بالطبع، أيضاً تذكرة الخطوط السعودية للتذكرة السياحية 1200 ريال ولا يسمح بأن تستأجر الحملات طائرات من الخارج، فرضت وزارة الحج بناء “مطابخ” من متعهد الوزارة بقيمة 400 ألف ريال لمن يريد، أو يبني بنفسه وهذا حسب مواصفات الوزارة لن تقل التكلفة عن 200 الف ريال، فرض فتح 4 مكاتب على الحملات رغم أنها لا تحتاج فتح مكاتب فبعضها يكفيها مكتب أو موقع بالنت، وهذا أيضاً سيكون مكلفا مالياً، أيضاً تسليم مواقع الحملات لا يتم إلا قبل شعائر الحج بعشرة أيام أو أسبوعين، وبناء كل ذلك دورات مياه والغرف والخيام والمطابخ وغيرها يحتاج وقتا، والسرعة يعني تكلفة عالية في ظل شح عمالة حالياً. وهذه بعض أمثلة أسباب ارتفاع أسعار الحملات، ولست هنا ابرر أو اسوق لتبرير السعر يستحق أو لا يستحق.

من المهم على وزارة المالية والحج أيضاً، أن تحلا وتخفضا التكلفة للحملات وبالتالي خفض الأسعار بتوقيع عقود طويلة مع الحملات مثلا 5 سنوات، بذلك يقوم ببناء كامل للمخيم مطابخ ومصلى ودورات مياه وغرف على طراز عال وجيد ومميز، ويستمر، بدلاً من كل سنة هذه التقلبات وهذه العشوائية، التي هي تضر، وتوضع المواصفات والشروط، فكل شيء ممكن.. والملاحظ تخبط وعدم دقة في الأداء وفي التنسيق للحملات، ولا تدار بطريقة “صناعة” وبنية تحتية، كل شيء مؤقت وسريع، حتى الضمانات التي تطلب من الحملات تدفع برمضان وتقارب نصف مليون، وتعاد بعد نهاية شهر صفر أي بعد الحج بشهرين أو ثلاثة.

الحج يحتاج عملا كبيرا وأداء مميزا، وبنية تحتية كاملة، والعمل على خفض التكاليف وتيسيره لا تعقيده، وتصعيب ذلك.. كل سنة نلحظ النمو والارتفاع والفرضية هي العكس. ولكن؟

المصدر : جريدة الرياض - 20 ذو القعدة 1434هـ الموافق 26 سبتمبر 2013م