إبراهيم علي نسيب - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1100
• ترى هل أجد فسحة صغيرة اليوم في صدور الرجال الذين يديرون المؤسسة العامة للتقاعد ، لو يسمحون فهي عطاء منهم لي وكل الذين أحمل اليوم عنهم هذا الخطاب المبلل بالحزن واليباس ، هي كلمات ربما كتبها غيري وربما قالها وربما حملها البعض وهم يتمتمون ،والحقيقة هي ليست حسنة من أحد ولا صدقة من أحد بل هي حقوق مدفوعة الثمن ،دفعها الرجال والنساء ذات يوم من قوتهم وزادت عليها الدولة وكل ذلك يهدف أن تبقى لهم بعد تقاعدهم كرواتب يعيشون منها وهو حقهم الذي يفترض أن يأخذوه كاملا غير منقوص ، كما يفترض أن تعي عقول الرجال أن مسئوليتهم هي ليست في جمع ما دفع لهم العاملون ومن ثم إعادته لهم بعد تقاعدهم بل في استثماره وتطويره ليسهم في تحقيق الرخاء للمتقاعد الذي وجد نفسه اليوم (معهم ) أمام معضلة الراتب الثابت الذي يأتي في منتصف الشهر دون زيادة أو نقصان وكأن الحياة لا تتغير ليبقى المتقاعد بين هَم القعود وهَم الركود وهي والله قضية أن تكون النهايات للمتقاعدين بجنسيهم هكذا نهاية مأساوية ،ويبقى معاشهم كما هو لا يزيد ،لا ينقص ،لا يتقدم ،لا يتقهقر، وتبقى الوعود معلقة في فضاء الكون والأماني المستحيلة لرجال ونساء أفنوا شبابهم في خدمة الوطن لتكون النهاية على يد المؤسسة الغنية التي عاملت الإنسان بأسلوب بارد ومنحته بعد الضرب والقسمة مبلغاً ثابتاً وليتها انتهت عند هذا بل تجاوزت المألوف وشرعت أنظمة وقوانين هي في حد ذاتها مثيرة ومقلقة خاصة حين قررت وبعناية أن تختصر الراتب التقاعدي بعد وفاة الموظف وتوزعه بين الورثة للمستحقين ومن ثم تحرم البعض بحجة عدم الاستحقاق معتقدة أن في ذلك العدل والحقيقة أنه الغبن الذي جاء من خلال اعتقاد خاطئ حيث الراتب هو حق لمورثهم الذي تعب وكابد ودفع لهم من ماله والذي يصبح بعد وفاته حقاً لورثته كاملاً غير منقوص وبالرغم من ذلك ما يزال التعاطي مع الحالات كلها كما هو دون أن يتغير وهي الحقيقة.. لا وهناك ما هو أكبر من ذلك والذي جاء في نظام آخر .!!!…
• ذلك النظام الذي قرر أن يخير الزوجين بعد وفاة أحدهما باختيار راتب واحد وفي هذا العجب الذي يقول كيف يكون ذلك طالما ان الراتب هو حق لموظف تعب ودفع لهم من قوته وكل ذلك من أجل أن يجده في عجزه السند الذي ينقذه في حياته ويتركه بعد وفاته لزوجته وأطفاله الذين هم بالتأكيد في حاجة ماسة لكل قرش فيه الا انه وبكل أسف وبدلا من أن يكرمهم بعد الوفاة تجده يصادر منهم حقهم ويخصص لأسرة كانت تعيش على راتبين راتباً واحداً والسؤال يحضر هنا ليسأل من يهمه السؤال .. عن سلامة الإجراء الذي أخذ حق مواطن وحرم أسرته من دخلها وهو يؤمن أنه أحسن الثواب !! والحكايات كثيرة حيث الكل يعلم عن أن أموالهم تستثمرها مؤسسة التقاعد التي بالتأكيد تربح مليارات من خلال استثماراتها الكبيرة والتي تذهب بعيداً عن المساهم الأول ( المتقاعد) وهو الذي كون رأس مال الصندوق وبدلاً من مكافأته من الأرباح يأتي القرار الذي ثبت راتبه في حياته وأكل ماله بعد وفاته وفوق كل هذا راتب واحد للزوجين بعد وفاة أحدهما.. تلك هي مأساة الناس التي جاءت في نظام المؤسسة العامة للتقاعد …،،،
• ( خاتمة الهمزة) … في كل دول العالم للمتقاعد قيمة ومكانة ورعاية وعناية الا عندنا لا مؤسسة التقاعد تكرمه ولا غيرها يرحمه وبقدرة قادر يتحول الحال كله ضده وتعتذر له كل التعاملات عن قبوله بحجة أنه ( متقاعد) أليس في هذا قضية وهي خاتمة لمقال ينتظر اجابة عاجلة من كل من يهمه أمر الوطن …. وهي خاتمتي ودمتم

المصدر : جريدة المدينة - 13 صفر 1435هـ الموافق 16 ديسمبر 2013م