يوسف القبلان - جريدة الرياض

عدد القراءات: 1267

 قرأت أن بلدية عنيزة استبدلت مسمى عمال النظافة الى مسمى (أصدقاء البيئة)

وهذا قرار إنساني جميل وحافز معنوي وتقدير من المجتمع لما يقوم به صديق البيئة ورسالة الى الجميع للالتحاق بعضوية أصدقاء البيئة سواء بالمشاركة أو الدعم. البلدية لم تكتف بتغيير الاسم بل نظمت حفلا لتدشينه بصفة رسمية، وهذه أيضا خطوة ايجابية مكملة للفكرة الجميلة.

إن اطلاق هذا المسمى على عامل النظافة لا يعنى أن يكون هو الصديق الوحيد. المفترض أن يكون الجميع أصدقاء للبيئة يشاركون في نظافتها وحمايته وتطويرها.

واذا أردنا تطوير هذه المشاركة وتعزيز النظرة الحضارية لهذه المهنة فلا بد من غرس هذا السلوك منذ الصغر. البداية تكون من البيت ثم المدرسة.

نتذكر هنا أن بعض المدارس حاولت اشراك الطلاب في تنظيف المدرسة وأن بعض أولياء الأمور لم تعجبهم هذه المبادرة . أما في البيت فإن الجيل الجديد محروم من المشاركة بسبب وجود العاملة المنزلية التي تقوم بكل أعمال البيت فكانت النتيجة أن ظهرت بوضوح ظاهرة الكسل والاتكالية وعدم المشاركة حتى وصل الأمر الى اعتبار المشاركة من هذا النوع من الأشياء التي تندرج تحت مظلة العيب والخجل.

بعض الدول مثل اليابان احترمت مهنة عامل النظافة وتفهمت طبيعتها فأعطتها ما تستحق ماديا ومعنويا حيث يطلق على عامل النظافة مسمى مهندس النظافة ويصل راتبه الشهري الى ثمانية آلاف دولار.

في دول أخرى لا تكتفي شركات النظافة بتدني رواتب أصدقاء البيئة بل تتأخر في صرف رواتبهم. فاذا أضفنا الى ذلك النظرة الدونية لهم نصبح أمام مشكلة اجتماعية وثقافية.

إن مسمى صديق البيئة يقودنا الى المفهوم الشامل للبيئة وأهميتها وأهمية حمايتها من المخاطر بكافة أنواعها.

وبهذا المفهوم لن تكون مهمة صديق البيئة تنظيف الشوارع من النفايات فقط ولكن ستكون أشمل من ذلك وهذا يترتب عليه تطوير متطلبات الوظيفة وحاجة العامل في هذا المجال الى التدريب.

ولعل جمعيات حماية البيئة يكون لها دور في دراسة هذه الفكرة واثرائها.

وبمناسبة الحديث عن التدريب أتساءل اذا كان هناك برامج تدريبية أو لقاءات مهنية أو اجتماعية لأصدقاء البيئة. أطرح هذا السؤال لأن تغيير المسمى ليس كافيا لتقدير وتطوير مهنة (صديق البيئة ) وتغيير نظرة المجتمع اليها، وأتمنى أن تكون أحد الأنشطة غير الصفية للطلاب الخروج الى الشوارع أو المساجد والمشاركة في تنظيفها، وأظن أن ايجابيات هذه المشاركة معروفة للجميع، كما أتمنى أن تكتمل الصورة الجميلة ونكون أصدقاء لأصدقاء البيئة.

المصدر : جريدة الرياض - 18 ربيع الأول 1435هـ الموافق 19 يناير 2014م