عيسى الحليان - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 1112
تحتضن الكثير من كبريات الشركات العالمية وكبار المستثمرين حول العالم مشاريع كبرى تتعلق بالصحة العامة أو البيئة أو الأبحاث الطبية أو برامج المسؤولية الاجتماعية، وتخصص جزءا من موازناتها السنوية للصرف على هذه المشاريع داخل وخارج بلدانها.
«أرامكو» مدرسة إدارية ومالية ونفطية عالمية يفترض أن تكون لها أدوار اجتماعية تواكب إرثها التاريخي وحجم أصولها المالية، وانسجاما مع هذه المسؤولية الوطنية فقد أعلنت عن إقامة مشروع لإنشاء أكبر محمية طبيعية في صحراء الربع الخالي على مساحة 600 كم تحت مسمى «منطقة التنوع الأحيائي» ووفقا لمدير إدارة حماية البيئة في الشركة هشام المسيعيد، فإن «أرامكو» ستعمل على إعادة الغطاء النباتي للمنطقة وستنشر الغزلان والمها العربي في هذه المنطقة التي انقرضت فيها الحياة الفطرية.
والحقيقة أن الحاجة لمثل هذه المشاريع الأحيائية أكثر من حاجتنا للتبرعات أو قضايا المأكل والمشرب التي غالبا ما تتزاحم أقدام برامج المسؤولية الاجتماعية حولها على حساب برامج وأولويات اجتماعية أكثر شمولية وأهمية.
الخوف كل الخوف من أعداء الطبيعة -وهم أعداء بالفطرة- الذين أجهزوا على الحياة الفطرية وجعلوا من أرضنا قاعا صفصفا لا نبات ولا حيوان، ولانعدام هذا الضمير البيئي وغياب التشريعات البيئية، فهم يتأهبون حاليا للانقضاض على هذا المشروع قبل أن يولد.

المصدر : جريدة عكاظ - 29ربيع الثاني الموافق 2مارس 2014م