عابد خزندار - جريدة الرياض

عدد القراءات: 1228

إذا كنا لا نستطيع أن نقضي على الفقر فإنّ بوسعنا أن نخفف من وطأته ونقلل من معاناة أصحابه، وهم أصحاب الدخل المحدود، وهو ما يمكن أن يقال عن المتقاعدين والمستفيدين من الضمان الاجتماعي الذين جمد دخلهم منذ أعوام طويلة، وذلك بأن نجعل لهم الأولوية في خدمات المرافق العامة، ويأتي في مقدمتها الصحة والعلاج، ومن المعروف أنّ هناك قوائم انتظار طويلة في المستشفيات الحكومية، وأحسب أو المفروض فيها أن الأولوية تطبق وفقا لتاريخ تقديم الطلب، أو الواسطة، ولهذا يجب أن نجعل الأولوية لأصحاب الدخل المحدود، خاصة وأنّ الذين عندهم سعة من المال بوسعهم أن يبحثوا عن العلاج في المستشفيات الخاصة أو في الخارج، ثمّ يأتي التعليم، وفيما أعرف هناك أيضا تكدس للطلاب، وهناك رفض للكثير من المتقدمين للمدارس، وهنا يجب أن تكون الأولوية لأصحاب الدخل المحدود، ويأتي ضمن التعليم الابتعاث الخارجي، فالأثرياء بإمكانهم أن يبعثوا أبناءهم إلى أوروبا، أما أصحاب الدخل المحدود فهذا هو المستحيل بعينه، ولهذا يجب أن تكون الأولوية لأبنائهم في القبول في الابتعاث، وبعد ذلك هناك تذاكر الطيران فيجب ألاّ يدفعوا فيها سوى نصف قيمة التذكرة، ثم يجب أن نلغي الدعم الحكومي لكافة السلع وخاصة الوقود فالأثرياء ليسوا في حاجة إليه، ونطبق نظام البطاقات الذكية التي تتيح لأصحاب الدخل المحدود أن يحصلوا على السلع بنصف قيمتها ونحصر توزيعها عليهم. وغني عن القول أنّ الأولوية فيما سبق ذكره يجب أن تكون كذلك للشيوخ والمعاقين، وما دام كل هذا في الوسع فمن العجز ألاّ نسعى لتحقيقه.

المصدر : جريدة الرياض - 14 رجب 1435 هـ - 13 مايو 2014م