أوضاع المتقاعدين المعيشية..!
فؤاد حسن كابلى - جريدة المدينة
هنا نتكلّم عن أحبائنا المتقاعدين ونعمل على إعادة الروح إلى فئة عزيزة منهم ونتمنّى أن يكون هناك نظام يُساهم في إنعاش حال المتقاعدين والمتقاعدات المعيشية. إننا في حاجة ماسّة الى الناس الذين يقدّرون مدى أهمية ذلك..!
وبما أنّ الدولة ولله الحمد اقتصادها قوي ولديها الإمكانيات المادية الهائلة نطلب إثارة العزائم لدى هؤلاء المتقاعدين بأن يتغلبوا على هموم وغلاء المعيشة العالمي في بلادنا عملاً بمبدأ زيادة في الترف والاستمتاع بالحياة..! فبعض المتقاعدين إن لم يكن غالبيتهم غلابة..! ويغلّفهم بعض الحرمان من أبسط الأشياء ولا توجد حوافز الى جانب رواتبهم المتواضعة حيث أن البعض منهم لا يستلم إلا راتبه الزهيد جداً يعني فتات وبس..!
ولإحساس المتقاعد بشىء من العدالة والإنصاف نأمل أن يجد بعض الاهتمام ليصل لمستوى التميّز الذي يلقاه متقاعدو بعض الدول المتقدمة في هذا الشأن مثل الدول (الإسكندنافية) وغيرها من الدول الغربية الأخرى..
فالغرب تقدَّم مسافات كبيرة في العمل الإنساني والاجتماعي وجعل من هذه الأمور ثقافته وتقاليده وإنسانيته وهدفه السامي.. فتلك الدول تقدم وتعمل على تطوير بيئة المتقاعد والاسهام في تنميته ومنحه كل الخدمات والتسهيلات التي لا تخطر على بالنا ونفتقد لها فى بلادنا وأحيانا نحن نغضّ الطرف عن الاسهام في علاج الكثير من المشكلات والظواهر السلبية التي تواجههم..
ولا ننسى أن جوهر ديننا الإسلامي ومحور رسالته يحثنا على الإنسانية ونحن بالطبع لا نخلو من ذلك.. كما أن خدمة المتقاعدين واجبة على كل فرد منا فهم أبناء الوطن وإخواننا وأهلنا وعشيرتنا. وهم منارة شامخة في ساحات الكفاح.
.. نقول ذلك مع تمنياتنا بأن نصل لمستوى أو دائرة العالم الأول بنموذج قائم بذاته لا يشبه أي نموذج لنبْهِرَ الدول الأخرى بهدف الفكرة ونصبح حديثهم الدائم ومثالاً يُحتذى به..!
والفكرة هي تفعيل دور الجمعيات الوطنية للمتقاعدين في كل منطقة من مناطق المملكة وذلك باسهام الدولة مادياً ومعنوياً لهم مع العمل الجاد القوي على تسهيل مهمة أعضاء هذه الجمعية نقصد المتقاعدين واطلاق العنان لها في دخول الاستثمار لتحسين معيشتهم في جزء من “كعكة” الجمعيات الغذائية الاستهلاكية وتأجير التكاسي في المدن والقرى والمطارات والنقل الجماعي من المدن الرئيسية للقرى وتنفيذ بعض مشروعات المقاولات المعمارية المتوسطة وتدريجياً الكبيرة منها والاستثمار في العقار والمنتجعات البحرية وخلاف ذلك الكثير مما يجلب الربح لهم.
إن هؤلاء المتقاعدين من أمهات الخبرة وهم يحملون أفكارا نيّرة وعلى البعض منهم ادارة هذه المؤسسات والشركات التي ذكرناها بأنفسهم بدلاً من الجلوس في بيوتهم دون حراك لتتكالب عليهم الأمراض وقد تصل الى درجة العجز التام عن العمل.
نقول يمكن أن يتحقق هذا الحلم بعزيمة الرجال الأمناء والأوفياء والصادقين بعيداً عن الفساد الإداري واذا ما تحقق ذلك فإنه يساهم بمشيئة الله في تقدّم الوطن والأخذ به الى مستوى العالم الراقي اجتماعيًا وإنسانيًا.
المصدر : جريدة المدينة - 15 رجب 1435 هـ - 14مايو 2014م