يوسف القبلان - جريدة الرياض

عدد القراءات: 1255

  كلما طرحنا مشكلة للنقاش بحثاً عن الحلول تكون التوعية حاضرة دائماً في صدارة الحلول. نناقش موضوعات مثل: المحافظة على البيئة، الانضباط في قيادة السيارة حسب قواعد المرور، مشكلات التأمين وخاصة التأمين الصحي، التعصب والعنصرية، العنف الأسري، الفساد الإداري والمالي، التسيب في العمل، الغش التجاري وغيرها.

عندما نناقش تلك الموضوعات وغيرها تكون التوصية الثابتة هي التوعية، وهي بالتأكيد خطوة ضرورية ومهمة ولكن ماذا بعد ذلك؟

أليست بعض الحالات تستدعي تطبيق النظام أولا فتأتي التوعية لاحقاً كنتيجة لتطبيق النظام؟

من هذه الحالات حوادث المرور المرتفعة في نسبتها وخطورتها. هذه مشكلة تشبعت ببرامج وحملات التوعية. الحل هو النظام الصارم الذي يصل إلى السجن وسحب الرخصة، والقائمة السوداء. (هل تذكرون حملة التوعية بربط حزام الأمان؟)

مثال آخر موضوع العنف الأسري، يتطلب محاضرات وندوات وورش عمل للتوعية والتثقيف وهذا مهم إذا تم تفعيله بخطوة أخرى تتمثل بوجود أنظمة وقوانين تطبق بجدية.

الغش التجاري لا يغيب عن خطاب التوعية ولم ولن يكون ذلك بديلاً لوجود قوانين تطبق على المخالفين.

لدينا برنامج متتابع موزع حسب المناسبات والمواسم. في اليوم الوطني توعية عن الانضباط والعقلانية في الاحتفال، في اليوم العالمي للمياه توعية عن الترشيد، في نهاية العام الدراسي توعية عن مخاطر التفحيط، توعية عن تأليف الإشاعات ونشرها، توعية عن العنصرية، وغير ذلك من القضايا التي تستحق التوعية.

لست هنا ضد التوعية بل أجدها ضرورية مع أهمية مراجعة أسلوبها. قضيتنا اليوم هي ما بعد التوعية، هي تطبيق القانون بقوة وبصفة مستمرة وليس كرد فعل على حدث معين.

كيف تتعامل مع إنسان لا تنقصه الثقافة ولا التوعية حين يخالف الأنظمة والقوانين؟

المصدر : جريدة الرياض - الخميس 1435/10/25هـ. الموافق 21 أغسطس 2014