عبدالله عمر خياط - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 1329

.. مما لا شك فيه أن مشكلة الطلاق من أصعب المشكلات التي تعاني منها الأسر والمجتمعات ليس فقط لكونها أبغض الحلال إلى الله، وإنما لأنها ظاهرة غير حضارية لما يترتب عليها من تفكك أسري يؤدي إلى السلوك المنحرف والجريمة.. حيث إن ظاهرة الطلاق في المملكة وصلت نسبتها إلى أكثر من 40% من حالات الزواج بمعدل حالة طلاق كل 20 دقيقة تقريبا ! وقد أدت وسائل الاتصال الحديثة إلى زيادة معدلاتها ونرى الآن من يقوم بتطليق زوجته عبر سكايب أو الواتساب أو الفيس بوك أو يرسل لها رسالة نصية عبر الجوال.

 وهذا ما يؤكد أن هناك قصورا في النضج والتقارب بين الزوجين الذي أدى إلى التباعد فيما بينهم بكثرة المشكلات التافهة خصوصا في السنة الأولى من الزواج التي تحتاج إلى تدخل الآباء والأمهات لحلها قبل حدوث الطلاق.
 وأسباب الطلاق كثيرة منها على سبيل المثال : عدم التوافق والانسجام .. إهمال الزوجة لبيتها وأطفالها وزوجها بتخليها عن طبيعتها الأنثوية .. وتعديها على سلطة الزوج .. وكذا القصور في إلتزام الزوج بملازمة المنزل وعدم الوفاء بإلتزاماته المادية وكثرة الخروج منه وترك الزوجة وحيدة والعودة في آخر الليل ليجدها في انتظاره فإن تحدثت معه تعلل بأنه متعب ويرغب في النوم.
 كما نجد أن كثيرا من الشباب تزوجوا بأموال والديهم فلا تمر شهور قليلة إلا وتجده قد رمى ورقة الطلاق في وجه زوجته لأي سبب تافه دون الرجوع لأحد متحججا بعدم رغبته فيها وأنها فيها وفيها.
 قال الله تعالى في سورة البقرة : { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهِما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون } كما قال سبحانه وتعالى بنفس السورة : { فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان }.
 وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء في حديث متفق عليه نصه : «استوصوا بالنساء خيرا». وفي حديث آخر رواه مسلم : «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي». وفي حديث للنسائي : «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة». وفي حديث رواه أبو داود : «لاتؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها».
 وعلاج هذه المشكلة يكمن في تدخل الدولة بإنشاء مراكز تأهيلية في المدن والمناطق لتثقيف الأزواج وتشجيع المقبلين على الزواج للالتحاق بها. وعلى الأسر التدخل بتحكيم شرع الله عند حدوث أي خلافات تقع بين الزوجين والعمل على سرعة حلها. لتجنب تأثيرات الطلاق التي تؤدي إلى خراب البيوت وضياع الأبناء بتوجههم إلى تعاطي المخدرات وعدم الالتفات إلى مستقبلهم.
 السطـر الأخـير :
 { إن يريدا إصلاحا يوفقِ الله بينهما }.

 

المصدر : جريدة عكاظ - الأحد 16 11 2014 م