خالد السليمان - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 1208

ما الجديد الذي يمكن أن أضيفه بالكتابة عن حوادث المعلمات غير الرثاء والبكاء على أرواح أزهقت وأجساد أعطبت بغير إرادتها أو خيارها ؟!

مشكلة نقل المعلمات تبدو أكثر تعقيدا واستعصاء على الحل في وزارة التربية والتعليم من تعقيد وحل مشكلة القضية الفسطينية، فهي القضية التي توارثها جميع وزراء التربية والتعليم وتقاذفتها أفكار وخطط واجتهادات إدارات الوزارة منذ بدأت الكتابة في الصحافة !

 جميع الإجراءات والخطط لم تنجح في الحد من تعريض المعلمات لخطر الحوادث، فالحل المنطقي الوحيد وهو أن تعمل المعلمة في مدينتها، يبدو مستحيلا حتى وإن بدا منطقيا وعادلا أن تحظى المعلمة بالأولوية في العمل في مدينتها !
ما يزيد عمق المشكلة أن الأمر يرتبط بعوامل متعددة تضاف إلى مكان العمل البعيد عن مكان سكن المعلمة أو الإدارية، مثل حالة السائق الذهنية والمهارية وجاهزيته لقيادة سيارة النقل، وكذلك حالة الطرق خاصة طرق القرى والهجر التي تعاني من سوء التخطيط والتنفيذ، والأهم حالة السائقين الآخرين على الطريق، فكثير من حوادث السير يذهب فيها سائقون ملتزمون بأنظمة السير ومساراتهم الصحيحة ضحايا لسائقين متهورين أو فاقدين لأهلية ولياقة السياقة !
 الخلاصة أن أرواح المعلمات اللواتي يجبرن على التنقل لمسافات بعيدة لأجل لقمة العيش أمانة في رقبة مسؤولي وزارة التربية والتعليم ووزارة النقل وأمانات وبلديات المناطق وأمن الطرق، فهن مجرد راكبات بلا حول ولا قوة في سيارات لا يملكن من أمر قيادتها شيئا ووظائف لا يملكن من أمر أماكنها شيئا !

المصدر : جريدة عكاظ - 7-1-2015 م