مهـا محمد الشريف - جريدة الرياض

عدد القراءات: 1232

 إذا كان غرضنا نشر الوعي وإعادة الصلة والدمج بين المعرفة وعلم الاجتماع وباقي العلوم بكل فروعها، فلابد أن نشير إلى قيمة التحولات الديموغرافية اليوم على مستوى التربية والتعليم والعمل والاختراع والتفوق العلمي والمشاركة في جميع نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية.

وتظهر لنا بعض الإحصائيات الأممية بشأن عام 2014 ، أن الشباب يمثلون نسبة كبيرة من السكان في كثير من الدول بما فيها السعودية والمغرب، وطالبت بمساعدة هؤلاء الشباب وأوضحت أنهم يشكلون مفتاح نمو المجتمعات، وكيف يمكنهم أن يؤثروا إيجاباً أو سلباً في المجتمعات، فيما أشارت الإحصائية إلى أن نسبة بطالة الشباب في أفريقيا بلغت 24% وفي الشرق الأوسط 28% خلال عام 2012.

وأوضحت النسب العامة الدولية والمحلية أن البطالة في العالم والشرق الأوسط تجاوزت الأعوام المنصرمة، وكما أثبتت الإحصاءات أنَّ للبطالة آثارها السيئة على الصحة النفسية، وكذلك آثارها على الصحة الجسدية والاجتماعية، وأنَّ يقظتهم العقلية والجسمية منخفضة، كما أن البطالة تُعيق عملية النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين ما زالوا في مرحلة النمو النفسي حسبما جاء في أضرار البطالة.

ويشعر الفرد في مجمل حياته بأنه منعزل تعس من تأثير الضغوط الاجتماعية، والمعزول عن الناس يمارس أعمالا تدين الواقع وتبتعد عن المثالية وقد تؤدي إلى الجريمة، فالعزلة هي عزوف عن العالم أو تقع تحت مفهوم هجرة السعادة عن الأرواح وهدم ذكريات الطفولة الجميلة من حياة الفرد.

علماً أن التغيير الذي شمل العالم اليوم وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الدولة التقني والمعرفي قامت إدارته على أفكار وسواعد الشباب، ولكن مع دخول العالم في مرحلة العولمة كمنظومة سياسية اقتصادية اجتماعية عكست تحالف القوى الرأسمالية العالمية العملاقة، ثم تفاقمت أزمات الشباب على الرغم من التقدم الذي أحدثوه على خارطة العقدين الأخيرين.

ولايخفى أن ما يُطرح بهذا الصدد من تغطية ودراسة الإشكاليات العويصة حلت جزءا من هذه البطالة بتنشيط القطاع الخاص وفرض السعودة، وخلق فرص عمل وإن كانت دون الطموح. ولكننا نظهر تعاطفنا مع هذه الجهود المبذولة ومدى يقيننا أن الدولة تسعى جهدها لبذل الجهود لأننا أمام قضية من أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم .

فانفتاح الرؤية، والتحول الكبيرالذي حملنا على مراكب التقنيات جعلا دور الآلة أكبرمن دور الإنسان في حياتنا المعاصرة لذلك تم تقليص الأيدي العاملة وتسريح أعداد كبيرة من العمال في الغرب من المصانع والمؤسسات وكذلك هي الحال في التجارة أصبح التسويق يعتمد على المواقع الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، وأتى ذلك على حساب طاقات وطبيعة الإنسان وتعارض وتضاد مع الأيدي العاملة، حيث إن النظام الرأسمالي في نظر”كارل ماركس وماكس فيبر”أنه أول نظام في تاريخ البشرية نظم النمو الاقتصادي تنظيماً ذاتياً.

حيث  يميل العالم الألماني إلى إرجاع النظرية الرأسمالية لخلفية اقتصادية، بينما فيبر حول نشأة الرأسمالية إلى خلفية دينية، وشبابنا يجمع بين النظريتين اقتصادا ودينا، إذ جعل في ضوء هذا الاعتقاد التساؤل الآتي:إلى أي مدى تؤثر التصورات الدينية في السلوك الاقتصادي لكافة المجتمعات؟ ويقصد منها ما يؤكد عليه الدين من قيم اقتصادية، وشبابنا جمع بين النظريتين الاقتصاد والدين ما جعل مكونات أي عمل تعتمد على نتائج هذه العناصر الشابة الفتية التي فاقت التوقعات والتصورات، وسجلت أعلى درجات التفوق في كل المحافل العالمية.

المصدر : جريدة الرياض - 24-4-2015 م