د. هيثم باحيدرة - جريدة الاقتصادية

عدد القراءات: 930

يوم 22 أبريل من كل عام يحتفي أكثر من مليار شخص في 190 دولة بيوم الأرض. من سان فرانسيسكو إلى سان خوان، ومن بكين إلى بروكسل، ومن موسكو إلى مراكش، يقوم الناس بزراعة الأشجار، وتنظيف المجتمعات، والاتصال بالمسؤولين المنتخبين، وأكثر من ذلك من الأنشطة التي تنفذ كلها نيابة عن البيئة.

وقد واكب 22 أبريل من العام الماضي الاحتفال السنوي بيوم الأرض رقم 44، وكان التركيز العام الماضي على المدن الخضراء. وفي ظل استمرار هجرة سكان العالم إلى المدن، ومع تزايد وضوح الحقيقة القاتمة لتغير المناخ، فإن الحاجة إلى إيجاد مجتمعات مستدامة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. ووفقا لما ذكرته شبكة يوم الأرض – وهي المؤسسة غير الربحية التي يقع مقرها في مدينة سياتل الأمريكية التي تساعد على تنسيق احتفالات يوم الأرض وتعمل بمثابة مركز لتبادل المعلومات والموارد ذات الصلة – فإن المجموعة تأمل في حشد دعم أكثر من مليار شخص عبر 192 دولة في يوم الأرض لزيادة الاستدامة وتقليل انبعاثات الكربون من المناطق الحضرية في كل مكان.

ومن خلال التركيز على قضايا المباني والطاقة والنقل في المدن العام الماضي، كانت شبكة يوم الأرض تأمل في رفع مستوى الوعي حول أهمية إجراء تحسينات في الكفاءة، والاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة، والإصلاح التشريعي في المناطق الحضرية حيث يعيش نصف سكان العالم اليوم. وبحلول عام 2050، سيعيش ثلاثة أرباع الناس في المدن، ما يجعل من الأهمية بمكان – أكثر من أي وقت مضى – تبني واعتماد السياسات التي تأخذ في الاعتبار كيفية دعم أعداد أكبر من الناس بتأثيرات أقل على البيئة.

وقد كونت شبكة يوم الأرض بالفعل شبكة من الشركاء على الأرض في المدن والبلدات ذات الموقع الاستراتيجي في جميع أنحاء العالم لتنظيم الجهود الشعبية لتحسين القوانين المحلية والمراسيم والسياسات التي من شأنها أن تساعد المدن على التحول إلى نماذج للاستدامة، ولكن تبقى مشاركة الجمهور الأوسع هي الأمر الحاسم لإنجاح حملة المدن الخضراء. وتميز قسم المدن الخضراء في موقع شبكة يوم الأرض بسلسلة من مجموعات الأدوات المتعمقة والمصممة لتثقيف الجمهور حول العناصر الرئيسة للحملة، كما عمل بمثابة مكان لتنظيم يوم الأرض 2014.

وعبر جعل هذه الموارد متاحة للجميع، كانت شبكة يوم الأرض تأمل في تحفيز الأفراد على اتخاذ الإجراءات المدنية من خلال توقيع الطلبات، وإرسال الرسائل إلى واضعي السياسات، وتنظيم المزيد من الفعاليات. وتشمل طرق المشاركة ورفع مستوى الوعي في المجتمع المحلي حول يوم الأرض نفسه، والحاجة إلى تخضير المدن: استضافة فعاليات أحاديث زملاء العمل أو أعضاء المجتمع المحلي حول موضوع مبادرات الاستدامة المحلية؛ وإنشاء سوق للمزارعين، وتنظيم يوم لزراعة الأشجار، وتنظيف الشواطئ أو الحدائق، وإقامة معرض للبيئة؛ وقيادة حملة لإعادة التدوير بجمع أكبر قدر ممكن من المعادن والبلاستيك والزجاج. ويمكن للمدارس أن تسجل نفسها لدى شبكة يوم الأرض وتحصل على عديد من الموارد الصديقة للطالب، بما في ذلك مسابقة البصمة البيئية التفاعلية، وخطط الدروس البيئية المصممة خصيصا لاحتياجات المراحل الدراسية المختلفة من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية. ويمكن لطلاب الجامعات العمل مع مزودي خدمات الطعام لبدء برنامج سماد أو التحول إلى استخدام الأطباق القابلة لإعادة الاستخدام أو بدء منافسة بين المجموعات الدراسية أو قاعات السكن للحد من النفايات واستخدام الكهرباء.

وبوصفها المنظم العالمي ليوم الأرض، تقوم شبكة يوم الأرض بإيجاد الأدوات والموارد اللازمة لمن يريد الاشتراك في يوم الأرض في مجتمعه. ومن يرغب في مجرد المشاركة في فعاليات يوم الأرض لا يحتاج إلى أن يذهب إلى أبعد من موقع شبكة يوم الأرض، حيث يتم تحديث قاعدة بيانات شاملة لفعاليات يوم الأرض حول العالم يوميا. والأفضل من ذلك أن نضع في اعتبارنا أن كل يوم هو يوم الأرض وأن كوكب الأرض والأجيال القادمة سيستفيدون من كل عمل إيجابي نقوم به.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم احتفلوا العام الماضي بيوم الأرض يوم الثلاثاء تحت موضوع “المدن الخضراء” وهم يدعون إلى التحول في أنظمة النقل العام لجعلها أكثر سهولة، وراحة، وتعمل بالوقود النظيف. وذكرت شبكة يوم الأرض أن احتفالات النسخة رقم 44 من يوم الأرض دعت أيضا إلى التحول إلى السيارات الكهربائية والهجين، وغيرها من السيارات الصديقة للبيئة.

المصدر : جريدة الاقتصادية - 13-4-2015