كلمة الاقتصادية - جريدة الاقتصادية

عدد القراءات: 1437

الإنسان أهم مكونات الدولة بل هو العنصر الرئيس في بنيانها وبنائها، ولذا فإن خسارة الأرواح في الأعمال الإرهابية هي أعظم خسارة لا يمكن تعويضها ولأن الحرب ضد الإرهاب تحتاج إلى وقت لدحر تلك الأفكار الظلامية التكفيرية ومن يتعاطف معها أو يؤيدها أو يحرض عليها فإن سلامة الإنسان أهم هدف وغاية كما أن العناية بالأسرة التي فقدت أحد أفرادها في تلك الحوادث الإرهابية وكذلك المصابين والمفقودين هو مطلب لم تغفل عنه الدولة بل أعطته الأولوية الكاملة لما له من أثر في حماية الأسر المتضررة من الجريمة وحماية من يعولونهم شرعا من الأبناء والبنات وكبار السن وضمان استقرار الأسرة وبقائها لتؤدي دورها في مجتمع واحد متكافل.

لقد قرر مجلس الوزراء الموافقة على تنظيم صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين، وهو صندوق حكومي الهدف من إنشائه مساعدة المحتاجين من أسر الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين، ومن يعولونهم شرعا، والقيام بأعمال خيرية يعود أجرها وثوابها عليهم، وستكون رئاسة مجلس أمناء الصندوق لوزير الداخلية، حيث سيكون لقرار إنشاء الصندوق اهتمام كبير، فهو قرار يتعامل مباشرة مع موضوع شائك، وهو آثار جريمة الإرهاب على الأسرة والمجتمع والوطن بشكل عام، فقد أتى القرار ليضع النقاط على الحروف حول آلية لتنظيم الدعم المالي للمتضررين وتخفيف معاناتهم ومساعدتهم على تجاوز محنتهم.

إن المواطن هو رجل الأمن الأول وهي رؤية عملية لدور المواطن في مكافحة الجريمة، ولقد استطاعت وزارة الداخلية أن تؤسس برنامجا شاملا ومتكاملا لمكافحة الإرهاب، وهو البرنامج الذي وضعته على محك التجربة، وأثبت فاعليته بشكل لفت إليه أنظار العالم قاطبة، في وقت لا تزال فيه أنظمة دولية متقدمة تتعثر في مواجهة هذه الآفة العالمية التي لم يسلم من شرورها أحد، وإن العمل الأمني ومعالجة الأمن الفكري وتصحيح المفاهيم الخاطئة عناصر رئيسة في مواجهة الإرهاب، مع مراقبة مصادر التمويل والدعم المالي والمعنوي لتلك الفئات الخارجة عن الشرع والقانون التي باتت تتجاوز الحدود بين الدول في أعمال إجرامية غريبة عن مجتمعنا المتماسك في إطار دولة تحمي حياة كل من يعيش على أراضيها.

إن الحقيقة التي وقف عليها كل مواطن سعودي وكل مواطنة سعودية في طول البلاد وعرضها أننا جميعا مستهدفون، فالإرهاب ليست لديه أهداف ثابتة، لأن ذلك يعني سهولة إيقاف الإرهاب عند حده، ولكن تغيير الأهداف جزء من الاستراتيجية الثابتة لدى أعداء الوطن، ونسأل الله أن يحفظ هذه البلاد من شر الأعداء وأن يرد كيد الحاقدين في نحورهم وأن يديم نعمة الأمن والأمان على كل شبر من بلاد الحرمين الشريفين.

إن جرائم الإرهاب لا يمكن أن تحسب على الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين وفيه صلاح البشر؛ لأن جميع أعمال العنف والقتل والتدمير تناقض الإسلام ولا تتفق معه، ولذا فإن التنظيمات والأشخاص والأفكار التي تقف خلفه وتصف نفسها بأنها إسلامية؛ فإن الإسلام منها براء، ولقد كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ مؤثرة في التنبيه إلى الخطر الداهم القادم؛ حيث تضمنت كلمته تحذيرا وإنذارا تجاه ما يواجهه العالم أجمع من خطر الإرهاب، الذي اتخذ ذريعة لتشويه صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته، وأن للإرهاب أشكالا مختلفة سواء ما كان منها من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكاناتها ونياتها ومكائدها.

المصدر : جريدة الاقتصادية - 3-6-2015