علي الجحلي - جريدة الاقتصادية

عدد القراءات: 1373

استهل خادم الحرمين الشريفين شهر رمضان المبارك بتأكيد أهمية الوحدة الوطنية، داعيا -حفظه الله- إلى تماسك المجتمع السعودي، وسط هذا الموج الهائل من دعاوى التفرقة والتفكك والعداء التي تنتشر في أجواء العالم العربي والإسلامي، وتشجعها قوى مختلفة، تهدف كلها إلى إبقاء العالم الإسلامي تحت رحمة الغير.

تضامن المواطنين لحماية أطهر البقاع، والولاء الذي لا يقبل الشك لهذه الأرض الطيبة، وما يمكن أن يقدمه كل واحد منا في سبيل الدفع في هذا الاتجاه هو من الجهاد الواجب في هذه الأيام.

كل لبيب يرى ما يعيشه العالم من حولنا، لا بد أن يستنكر أي دعوى تأتي من أي مكان لمناقشة أو البدء في التفرقة بين المواطنين.

الكل هنا للوطن، والوطن يسع الجميع، وليس هناك ما يمكن أن نجنيه من أساليب التفكير التي تتبنى التفرقة والفصل، إلا الخذلان وفقدان الهوية الوطنية والتراجع في سلم التقدم العلمي. ثم يأتي الجهلة الذين تترسخ في أذهانهم هذه النظريات ليحاولوا زعزعة أمن الآخرين، ليكونوا هم ضحايا في النهاية.

يمكن أن نشاهد هذه الحقائق ماثلة أمامنا، فالدول التي ترفض الطائفية والفئوية والمناطقية المقيتة، تعيش وتزدهر، وها هي تقود العالم في كل مناحي الحياة. السبب الأهم في نجاح هذه الدول هو القدرة على صهر قدرات الجميع في مكون الوطن، ليكون هو هدف وغاية كل الأنشطة والأعمال والمبادرات.

بالمقارنة نشاهد الدول التي تملك كل مقومات الحياة والتقدم سواء كانت طبيعية أو بشرية أو علمية، لكنها ترزح تحت طائلة الفرقة والنزاع والاختلاف غير المحمود الذي يحاول أن يجعل فئة تسيطر على فئة أخرى، فتبدأ معالم الكراهية والحقد والتناحر في الظهور، ويصبح الجميع ضحايا لها يرزحون تحت الفقر والخوف والجهل.

لا أشك في أن الجميع يعلمون أن هذه الفرقة والتنازع لا يمكن أن توصل الوطن إلى خير، لكننا يجب أن نعمل جميعاً على دعم ثقافة الاستيعاب والتقارب والاحترام المتبادل والتعامل مع الأشخاص، بدل النظر إلى خلفياتهم أو مناطقهم أو مذاهبهم.

ننظر إلى الشخص بناء على قدراته وفكره وإنجازاته. بهذا نتمكن من الاستفادة من كل مكونات الوطن بإيجابية، ونلغي المخططات التي تستهدف وحدتنا وقوتنا وأمننا، والأهم من ذلك ديننا ووطننا.

المصدر : جريدة الاقتصادية - 23-6-2015