تركي عبدالله السديري - جريدة الرياض

عدد القراءات: 1486

    في هذه الجمعة الأخيرة جرح العالم العربي والإسلامي بأيادي الإرهاب والتخلف، وأُريقت دماء المسلمين في الكويت وتونس.. الخطير أن هدف الإرهاب كان زرع وتأجيج الطائفية في الكويت وإضعاف الاقتصاد التونسي بالممارسات الإرهابية التي تسعى لتخويف السياح والزوار من القدوم إلى تونس؛ ذلك البلد الجميل الذي كان أكثر ازدهاراً في ماضيه القريب.. لجعل تونس تعاني أكثر من التحديات الاقتصادية..

مما نرى تتضح الحقيقة المخيفة بأن الأيادي الإرهابية تسعى لتدمير العالم العربي سواء عبر زرع الطائفية في الكويت وإضعاف الحركة السياحية التي تعد عصب الاقتصاد التونسي.. ولكننا رغم ذلك متفائلين بأن الإرهاب هو الخاسر..

على الأقل.. ليس هناك أي منطق يجيز قذارة ما يحدث من جرائم.. الكويت منذ عهد المؤسس الشيخ عبدالله السالم الصباح – رحمه الله – ومن خلفه أمراء كانت ومازالت لا تضع للطائفية أي وزن في مواطنتها ومفهوم الانتماء لها.. وكان غزو الكويت تجربة حية وحقيقية تثبت تمسك الشعب الكويتي بكل أطيافه بوطنه الكويت، وما رأيناه من ردود وطنية تؤكد هذا المفهوم.. أما تونس الخضراء التي فرضت نفسها كأجمل شاطئ على البحر الأبيض المتوسط جذب جميع الشعوب الأوروبية وجعلها أكثر الدول العربية في استقبال السائح الأوروبي لتكون محطة تواصل مع الشعوب الأوروبية.. لقد واجهت تونس عدة تحديات إرهابية ولكنها تجاوزتها قبل سنوات وكذلك الفترة التي تجاوزتها مؤخراً وهذا بفضل وعي الشعب التونسي..

الإرهاب يحاول نشر سمومه لتدمير الحياة الاقتصادية والسلام الاجتماعي في العالم العربي لتحقيق هدفه الخبيث وهو زعزعة الاستقرار والتنمية، ولكن الإرهاب والفكر الداعشي الفاسد يخسر كل يوم مصداقيته حيث يتعرى للجميع إثر كل عمل إرهابي قام به..

ثم هل من العقل والمنطق ومشروعيات الدين أن يكون المسجد.. أي مسجد.. هو موقع القتل لكل من هو متواجد؟.. إن ما يحدث هو أوقح وأقبح ممارسات قتل للمسلمين..

المصدر : جريدة الرياض - 28-6-2015