عبد العزيز حسين الصويغ - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1076

لا تقتصر آثار الحروب على تدمير المدن والأبنية بل إن الخسائر البشرية التي تأتي منها أشد وطئاً. فإذا كان القتلى تنتهي قضيتهم بوضعهم في القبور ليعودوا للتراب، كما أتوا من التراب، فإن أخطر آثار الحروب هو تحول مواطنين مستقرين في بلادهم إلى لاجئين في بلاد الله الواسعة.

***
هناك اليوم أكثر من 30 مليون إنسان لاجئ في العالم يحتاجون إلى الرعاية والملاذ الآمن والاستقرار فضلاً عن حاجتهم إلى الخدمات الإنسانية الأخرى. فبعد مأساة اللاجئين الفلسطينيين، وموجات اللجوء الفلسطيني المتعاقبة التي تعودنا عليها، أصبح مشهد اللاجئين من العراق، ثم بقية دول الربيع العربي وعلى رأسهم اللاجئون السوريون مشهداً متكرراً تحوَّل إلى خبر عادي في عين المشاهد العربي!!
***
وإذا كانت مأساة اللاجئين قد جلبت اهتمام دول ومنظمات إنسانية، فإن رؤية مهندسة أردنية قامت بتصميم خيام للاجئين هي نظرة إنسانية جادة لهذه القضية المستفحلة. فأمام تدفق اللاجئين إلى مناطق لا يجدون فيه مأوى ولا سقف يُظلهم تمكنت المهندسة الأردنية عبير صيقلي من تصميم خيمة تعتبرالأولى من نوعها، بإمكانها ومن خلال تصميمها الهندسي المبتكر أن تمتص الطاقة الشمسية وتحوِّلها لطاقة كهربائية يتم تخزينها في بطارياتٍ خاصة, وبالإضافة إلى ذلك فإنه بإمكان الخيمة جمع مياه الأمطار وتخزينها لاستخدامها فيما بعد .
***
هذا الابتكار رغم أهميته يحمل الاعتراف بتأصل فكرة اللجوء البشري واعتباره عملية مستمرة وليست مؤقتة أو طارئة، وهو أمر مأساوي تتحول فيه قضية اللجوء من عملية مؤقتة إلى حياة أبدية للاجئين .. دون خيار منهم!!
#نافذة:
[بات الآن بإمكان اللاجئين أن يجدوا مكاناً لنسجِ حياتهم الجديدة بشكل أفضل.]

 

المصدر : جريدة المدينة - 11-10-2015