أحمد أسعد خليل - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1059

«لو كان الفقر رجلًا لقتلته».. هذا قول ينسب إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأعتقد أن الجميع يتفقون عليه ولو استطاع أي شخص مؤمن لفعل هذا الأمر دون تردد أو تهاون نظرًا لما يمثل الفقر من وباء أليم إذا تفشى داخل أي مجتمع ونتائجه الوخيمة التي تقوم بتدمير العلم والعقل وبالتالي ينعكس على الإنتاجية والاقتصاد والسياسة، وهذا ما نراه في بعض دول العالم التي تعاني من تخمة السكان وقلة الموارد وتدهور اقتصادها وسياستها.
داء الفقر عرف منذ بداية العصور وعلى مر التاريخ وعرفه الكثيرون ووضع له الإسلام محددات وشروط كما حدد الشرع وصفًا للفقر كما جاء في الحديث النبوي (حَدَّثَنَا عَبْدُالصَّمَدِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ الْحَنَفِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ) رواه أنس بن مالك، والفقر المدقع أي الشديد والذي ألصق صاحبه بالتراب، والغرم المفظع ما يلزمه أداؤه إجباراً، توجد تكاليف فوق طاقة الإنسان ماذا يفعل هذا أيضاً من ذي غرم مفظع، الدم الموجع قضية إطفاء الفتنة ودفع الدية، ولا تجوز المسألة إلا لهذه الثلاثة أسباب فقط، ولا يكون استغلال المساجد لأي استدرار للمال أو غيره بل المساجد أوجدت للعبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبنَ لهذا» أخرجه مسلم وأبو داود.
ظاهرة المسألة تنتشر في مجتمعنا بين حين وآخر كعلاج سهل للفقر حتى عادت من جديد إلى شوارع المدينة المنورة الرئيسة من خلال أطفال لم يتجاوزا العاشرة من أعمارهم عند إشارات المرور بشكل خطير بين السيارات دون اكتراث أو مبالاة لذويهم في خطورة هذا الأمر على حياتهم مقابل أن يجنوا من خلالهم حفنة من المال في وقت قصير، متجاهلين الجهات الرقابية التي نأمل منها التدخل السريع لحماية هؤلاء الأطفال من أطماع أهلهم وتعويدهم على كسب لقمة العيش من خلال مسألة الناس بحاجة أو بغير حاجة وأيضا منع هذه الظاهرة من التكاثر خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان.

المصدر : جريدة المدينة - 31-5-2016