محمد الوعيل - جريدة الرياض

عدد القراءات: 772

أقدر كثيراً “الموقف الصعب” الذي يتعرض له وزير العمل، الدكتور مفرج الحقباني، عقب المشكلات المالية الأخيرة لدى بعض الشركات السعودية، وعلى رأسها مجموعة ابن لادن، وسعودي أوجيه، وتأخر صرف رواتب وتسريح الآلاف من موظفي هاتين الشركتين، ما أحدث بلبلة داخلية وخارجية.
أعرف مقدما، أن الوزارة ليست مكلفة بدفع الأجور أو الرواتب، وأن هذه مسؤولية الشركات التي استقدمتهم وتكفلت بحقوقهم، ولكنها كمؤسسة حكومية مسؤولة تماماً عن بيئة العمل داخل المملكة، والتي ترتبط بعقود العمال وموظفين أجانب، بالتأكيد لهم حكومات تدافع عنهم، ومن حقها أن “تقلق” حول مصيرهم التعاقدي أو العملي، وهو ما سبق أن سبب لنا أزمات مع حكومات من شرق آسيا، في مشكلة العمالة المنزلية على سبيل المثال، والتي تشهد تعقيدات متعاقبة في عملية الاستقدام من هذه الدول.
ما يهمنا في الأمر ـ وهو ما نعتب فيه على وزارة العمل ـ هو كيف تم الصمت أو السكوت على أوضاع مالية متعثرة تتعرض لها بعض الشركات السعودية حتى تصل الأمور لهذا الحد غير المقبول، دون تمهيد ما، أو الإسراع باتخاذ اجراءات احترازية وتدريجية كي لا يتفاقم الوضع.؟
للوزارة بالتأكيد أجهزتها الرقابية، ولديها بالتأكيد أيضا معلومات عن سير الأمور والأوضاع، ولا يزايد أحد على وطنية المسؤولين وحرصهم على حل الأمور دون إساءة السمعة أو التشويش أو التشويه، ومع ذلك فإن الأزمة التي نسمع عنها منذ قرابة عام، ظلت تتفاقم دون أن يخطو أحد خطوة واحدة، وإلا فما معنى أن تقدم شركة ما على تسريح قرابة 77 ألفا من موظفيها الأجانب، وتعتزم الاستغناء عن 12 ألف سعودي من ضمن 17 ألف سعودي يعملون بالشركة؟
وإذا كان هذا وضع واحدة من أكبر الشركات العملاقة العاملة في بلادنا.. فماذا عن شركات أخرى حتى الآن لم يسمع عنها أحد.؟ ليتجاوز الحديث ليس الموظفين الأجانب فقط ولكن يتعداه إلى الآلاف من أبنائنا أيضاً الذين سيتشردون على أرض بلدهم مع عائلاتهم بحثاً عن وظيفة أو عمل آخر لن يكون بسهولة.. ومن يحميهم ويحرص على مستقبلهم داخل وطنهم.!
دائماً ما نتحدث للعالم عن بيئة مناسبة للاستثمار، ومناخ جاذب يحمي رأس المال وحقوق العمالة، ولكن إذا كانت هذه هي النتيجة، فكيف يمكن لنا أن نتعامل مع الرؤية الاستراتيجية 2030 وما الضمانات الحقيقية واثنتان من كبريات الشركات تتعرضان لمثل هذه الأزمة التي تتجاوز سمعتهما إلى الإضرار بسمعة المناخ الاقتصادي في المملكة ككل.
معالي الوزير.. أحترم تعهدك خلال مؤتمر صحفي بحل الأزمة، ولكني لا أعرف حتى الآن كيف سيتم ذلك، لأن معاليك لم تُشر إليه، وبغض النظر عن التفاصيل فإن ما يهمني كسعودي مخلص هو صورة بلده ومستقبل أبناء بلده، قبل وبعد كل شيء.!؟
وقفة..
كتاب (امرأة استثنائية.. زوجة ملك” للدكتور يوسف بن عثمان الحزيم استطاع المؤلف أن يبحر في الكتابة عن هذه المرأة الفاضلة “العنود” ويكشف معدن ذلك الجيل من النساء اللاتي تميزن في سيرهن الذاتية.. لقد استوقفني في الكتاب تلك “الوصية” التي تركتها هذه المرأة المثالية كنموذج يحتذى به.

المصدر : جريدة الرياض - 3 أغسطس 2016م