التنمية الإنسانية وتطوير أساليبها
محمد الصويغ - جريدة اليوم
تتمتع المملكة بفضل الله وعونه وتأييده بكثرة المؤسسات الإنسانية فيها حيث يتبارى رجالات الخير والبر في هذا البلد بممارسة الأعمال الإنسانية المختلفة لتطوير المجتمع السعودي وخدمة مواطنيه ممن هم في حاجة لخدمات تلك المؤسسات الخيرية الرائدة، ومن ضمن هذه المؤسسات الفاعلة مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، فهي تؤدي من الأعمال الخلاقة ما يشار إليه بالبنان.
ولعل من الملفت للنظر أن هذه المؤسسة الإنسانية قطعت شوطا بعيدا في ممارسة أعمالها الخيرة ذات النتائج المرجوة التي انعكست إيجابا على مسارات التنمية الإنسانية بالمملكة بل على مستوى الدول العربية، وقد حصلت هذه المؤسسة إزاء تقديم خدماتها الإنسانية على العديد من الجوائز التقديرية لتميزها في تقديم مشروعاتها الإنسانية والخيرية، وهي نفسها أعلنت عن جائزة لأفضل أداء خيري في الوطن العربي.
وتهدف تلك الجائزة إلى تفعيل وتطوير وتقييم أداء المؤسسات الخيرية في الوطن العربي بأسره، وقد اهتمت المؤسسة إضافة إلى تقديم هذه الجائزة بتوظيف الشباب السعودي والاهتمام بذوي الإعاقة البصرية علاوة على ممارستها كافة المشروعات الإنسانية المختلفة، ومن أدوارها البارزة دورها الواضح لتنمية المجتمعات العربية.
هي أدوار بارزة وحيوية مارستها المؤسسة منذ إنشائها بهدف تحقيق أبعاد التنمية الإنسانية بالمملكة وحل مشاكل تلك التنمية وتطوير أساليبها ودعم مختلف البرامج التدريبية والدراسات الإنسانية المختلفة، ويتبين أن المؤسسة انطلاقا من ترسيخ أهدافها النبيلة حرصت كل الحرص على المشاركة في المحافل الدولية والعالمية، ولعل من أهم تلك المشاركات حضورها القمة العالمية للعمل الإنساني التي عقدت مؤخرا في اسطنبول.
تلك المشاركة أكدت على اهتمام المؤسسة بزيادة نسبة التعاون الدولي فيما له علاقة بالعمل الإنساني، وقد كان دورها واضحا في تلك القمة حيث إن التعاون الدولي بين مؤسسات الإغاثة والتنمية الإنسانية عالميا هو هدف إنساني كبير لابد أن تسعى كافة المؤسسات الخيرية لتفعيله وتحقيقه على أرض الواقع، وهو هدف من شأنه تنمية الإنسان وإيجاد حلول واقعية للعديد من المشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية على مختلف المستويات.
لقد حرصت المؤسسة على تأييد كل ما من شأنه دعم العمل الإنساني بكل مسمياته وأهدافه الخيرة الكبرى، وقد اتضح هذا الحرص من خلال مشاركة المؤسسة في قمة العمل الإنساني المذكورة آنفا والتي حضرها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وللمؤسسة دور قيادي ورائد في العمل الإنساني داخل المملكة، وإزاء ذلك دعيت لحضور تلك القمة ومتابعة أنشطتها وتوصياتها.
العمل الإنساني كما أشارت إليه القمة وأيدته مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية لا ينحصر في الأعمال التقليدية التي تؤديها المؤسسات الخيرية فحسب، بل يتعدى ذلك لدراسة موضوعات مستجدة على الساحات العربية والإسلامية والدولية كتسوية النزاعات حول العالم والمشاركة في برامج اللاجئين وتوفير العون والمساعدة لاحتواء ومحاربة الفقر على كافة المستويات.
هي أعمال تدخل في صميم الأعمال الإنسانية بما فيها التعامل مع الكوارث الطبيعية وإنقاذ المتضررين منها، والعمل على تخفيف آلام اللاجئين في أي مكان، والتعامل مع سائر الأزمات الصحية الطارئة وغيرها من المسائل ذات العلاقة المباشرة بالعمل الإنساني، وقد أبلت المؤسسة بلاء حسنا في المشاركة الفاعلة مع تلك القمة وتقديم خدماتها المختلفة في إطار الأنشطة الدولية ذات الاهتمام بالعمل الإنساني.
لقد تعدت خدمات المؤسسة حدود المملكة لتقدم أجل الخدمات للمواطن العربي في كل مكان، وتعدت إلى أبعد من ذلك من خلال استعدادها المطلق لمشاركة العالم في إيجاد الحلول المناسبة والناجعة للأزمات الإنسانية في أي جزء من أجزاء هذه المعمورة، وهذه خطوات تذكر لتلك المؤسسة الإنسانية ويشكر عليها صاحبها والقائمون على إدارتها، فالعمل الإنساني في هذا العصر يعد مطلبا حيويا لكافة المجتمعات البشرية دون استثناء.
المصدر : جريدة اليوم - 14 أغسطس 2016م