محمد الوعيل - جريدة الرياض

عدد القراءات: 575

أعتقد أن ما أعلنته وزارة العدل مؤخراً، حول معاقبة المتعنتين في تنفيذ أحكام الطلاق والنفقة والحضانة.. سيكون ضمانة اجتماعية برعاية حكومية، للمتضررات من الأمهات والأطفال الذين يعانون الأمرّين من عواقب وتبعات ترك بعض الأزواج لزوجاتهم مع أطفالهن بدون نفقة أو رعاية، والتمادي بالاستهتار بكل قيمة أخلاقية أو إنسانية قبل أن تكون شرعية أو قانونية.

كثير من القصص المأساوية التي نسمع ونقرأ عن بعض ما ينشر إعلامياً، فيما تكون هناك ربما آلاف القصص عن ضحايا حبيسي الجدران، يذوقون مرارة الحرمان والتجاهل من بعض الرجال الذين كانوا يوماً أزواج وآباء.. تحولوا في لحظة غير إنسانية لمجرد انتقاميين وباحثين عن الثأر الشخصي، والضحية في النهاية أطفال يدفعون ثمن القرار الخطأ في الوقت الخطأ وفي المكان الخطأ.!

ظاهرة الطلاق في بلادنا تتنامى بسرعة، ووفق بعض الإحصائيات فإنها تفوق 25% من إجمالي حالات الزواج، والمؤسف أنها تزيد على المعدل العالمي ومتوسطه 20%، ولأسباب ليس هذا وقت مناقشتها.

ومع الاعتراف بالواقع الذي يزيد من حدة التفكك الأسري، بانتظار حلول جدية واجتماعية تمنع هذا الهاجس الأخطر في حياتنا وفي مستقبل أطفالنا، خاصة مع تزايد نسبة الآباء المستهترين (أزواجاً وزوجات) بأبسط معاني العلاقة البشرية، نكون أمام نتيجة مأساوية، هي بالحقيقة قنبلة موقوتة، تنمو وتكبر وتترعرع، وهي عرضة للتجاذبات الأسرية، وتقع فريسة كل أنواع الانحراف السلوكي والفكري، لتضعنا أمام أجيال مهزوزة نفسياً واجتماعياً، تشكل لنا جداراً عازلاً، لا نعرف كيف نقفزه، ولا نعرف أيضاً كيف نهدمه.

ربما يكون ما أوضحته الوزارة من أن عقوبة السجن تصل إلى ثلاثة أشهر لكل رجل أو امرأة يمتنع عن تنفيذ الأحكام الخاصة بالزيارة والحضانة والصداق، أو يماطل في تطبيقها.. بدايةً لتصحيح كثير من الأوضاع الاجتماعية التي نعاني منها.

وربما يكون ما أعلنته أيضاً من إلزام نحو ثلاثة آلاف زوج وزوجة عبر محاكم التنفيذ في جميع مناطق المملكة خلال العام الحالي بتنفيذ الأحكام الصادرة.. الخطوة الأهم نحو تطبيق التشريع الجديد، بما يعني الجدية والصرامة، وليس التهاون والاستهتار.

أطفالنا أمانة في أعناقنا، ولا ذنب لهم أننا أنجبناهم دون أن نتحمل مسؤوليتهم، أو نرمي بهم في عرض الطريق، وبانتظار المزيد من الإجراءات التي تقلص من التدهور الأسري، ليس من أجلنا نحن، ولكن من أجل من أتوا إلى هذه الدنيا ويتحملون جريرة أخطاء زوج تافه، أو زوجة مستهترة.

*وقفة

حديث معالي وزير الإعلام في مهرجان سوق عكاظ يفتح قنوات متميزة كشفها الوزير تهم الصحافيين سواء منهم القدامى أو الجدد كما أن طرح فكرة الأكاديمية لتخريج الكثير من الكوادر تؤكد أن الوزير حريص على فتح مجالات وآفاق واسعة لكل القادرين على العطاء من أجل خدمة الوطن..

شكرا للدكتور عادل.

المصدر : جريدة الرياض - 17-8-2016