هيا عبدالعزيز المنيع - جريدة الرياض

عدد القراءات: 671

بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تم تعيين ست سيدات في تشكيل مجلس هيئة حقوق الانسان المكون من ثمان وعشرين عضوا.. أكثر المتفائلين لم يتوقع أن يتم تعيين اكثر من اثنتين، ولكن شواهد الواقع تقول ان العدد ست، اربع عضوية كاملة أي متفرغات واثنتان متعاونتان، الأمر الملكي يمثل قوة دفع جديدة في مسيرة تمكين المرأة السعودية، ومرحلة أخرى من بناء منظومة ادارية تكون المرأة السعودية فيها جزءا فاعلا ومحوريا خاصة مع حرص المملكة على تطوير شامل لكافة الأنظمة والتشريعات وتجديدها بما يتفق مع متطلبات العصر دون اخلال بثوابت الدين، ودون هيمنة للعرف والعادات والتقاليد الاجتماعية السائدة التي تطل بكامل جسدها مع الشأن النسائي على وجه الخصوص، وهذا الأمر الملكي تأكيد ان مسيرة تمكين المرأة مستمرة وبقوة أكثر لإدراك ولاة الأمر أن المجتمع السليم يتنفس برئتيه ويحلق في سماء التقدم بجناحيه.
لن اتكلم عن تلك الاسماء فبعضهن شهادتي بها مجروحة حيث تربطني علاقة صداقة او زمالة أو تجربة عمل مشتركة في موقف ما، ولكن المؤكد انهن جميعا يستندن الى تجربة عملية ثرية وخبرات متراكمة، تشكل في كثير منها مضامين لحقوق الانسان في غير قطاع وعلى رأسها الجانب الاجتماعي.
ستجد الأخوات مع دخول هيئة حقوق الانسان ان بين ايديهن ملفات تنتظر فتحها ومعالجتها بقوة وسرعة، وايضا هناك واقع اجتماعي متناقض في بعض تفاصيله..، وبين هذا وذاك مطلوب منهن مع زملائهن الرجال المبادرة في فتح الملفات دون توقف كثير عند محاذير الغضب التي ستنطلق من منصات الاتصال الاجتماعي والتي باتت مساحة للصراعات الفكرية أكثر منها رؤى نقد للصالح العام في اغلبها وليس جميعها..، البحث عن قواسم مشتركة بينكن لصالح الانسان عموما سيسهل عليكن الكثير من صعوبات المسير.. ولعل التركيز على الملف النسائي مطلب عام من اغلب نساء الوطن وهو ملف شائك ودسم أعانكن الله..
أشفق عليهن من فتح ملف المرأة فهو ملف كما قلت شائك، ليس لصعوبته ولكن لكثرة الحراس حوله، فمن يعتقد أن من حقه الاستمتاع بكل الموبقات تحت ستر سقف منزله او استراحته او خارج البلاد الى مدعي علم يصطنع الوقار فيكسب احترام المجتمع، والى طالب علم اختصر مساحة الاختلاف وبناء الاحكام واستنباط الفتوى الى بوابة التحريم والرفض من منطلق سد باب الذرائع.. كل هؤلاء وغيرهم يعتبرون انفسهم حراسا على المرأة وحقوقها.. فمن مطربة تطرب معها آذان الرجال والنساء على حد سواء حرمت القيادة للمرأة السعودية الى طالب علم يرى أنها تستطيع العيش بأربع مئة ريال فلماذا تعمل..؟ وما بين هذا وتلك كثير وكثير..
ولكنني واثقة في قدرتهن على القفز لتخطي الكثير من الصخور والمعوقات المتجددة فالاختيار تم بعناية ودقة، ايضا جميعهن جئن من مواقع عمل مختلفة وبخبرات وتجارب متنوعة وثرية، لم تكن طرقهن سالكة فقد مارسن العمل على مدار عدة سنوات وانجزن الكثير في مسارات عملهن، والمؤكد ان مسار عملهن الآن وخاصة العضوات المتفرغات لن يكون سالكا ولن يكون بالمرونة التي يتمنينها، فحراس الحقوق كثر خاصة مع ملف المرأة..
فقط اعملن وتذكرن أن منصات التواصل الاجتماعي ليست جزءا من عملكن ربما تفيدكن والمؤكد انها ليست جزءا من تقييمكن عند ولاة الأمر والمواطن فعملكن فقط هو مسطرة القياس..
تمنياتي ودعواتي لكن بالتوفيق مع اخوانكن الرجال لخدمة وطننا وانسان هذا الوطن الذي يستحق فعلا الكثير والكثير..

المصدر : جريدة الرياض - 23 أغسطس 2016م