كلمة الأقتصادية - جريدة الأقتصادية

عدد القراءات: 873

انطلاقا من مسؤوليتها الدينية في العالم الإسلامي عموما والعربي خصوصا قدمت المملكة ولا تزال وستظل في مقدمة الدول المساهمة في العمل الإنساني في العالم بشكل عام وفي العالم الإسلامي بشكل خاص ولعل الأرقام خير شاهد على ذلك وباعتراف المنظمات الدولية التي تعلن سنويا عن حجم المشاركات النقدية والعينية في مناطق مختلفة من العالم، بل إن المملكة لم يسجل عليها أي تأخر مالي في دفع أي التزامات لمصلحة المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، ويعتبر هذا الإنجاز رصيدا يؤكد أن الريادة في هذه الأعمال سياسة ومنهج منذ تأسيس المملكة وحتى يومنا هذا.
لقد أثبتت المملكة أنها ليست لها أهداف أو مطامع في أي بلد وأنها تقف إلى جانب الجهود المبذولة لمصلحة الشعوب من منطلق الواجب الديني والمسؤولية الإنسانية التي تضعها في مركز الدولة الراعية للمبادرات الإيجابية في جميع الأحداث والمستجدات، وقد تزايد دور المملكة الخيري والإنساني في هذا العقد وتزامن مع حالات عانت فيها دول وشعوب عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي وبرز موقف المملكة الداعم للاستقرار في تلك الدول وتقديم الدعم والمساعدات والعمل على إحلال السلام والتصالح بدلا من الانقسامات الجسيمة التي انزلقت معها دول وشعوب في ويلات حروب داخلية طاحنة لا تزال تؤثر في استقرار الأوضاع في تلك الدول.
وإن من المشاهد أن معاناة بعض الدول والشعوب لا تزال تؤثر بشكل حاد ولذا يأتي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع إعلان الملك تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لشعوب العالم أجمع، وما يزيد على مليار ريال للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق. يأتي هذا المركز في وقته الصحيح وفي المسار الذي ما حادت عنه المملكة منذ تأسست لإغاثة شعوب في العالم.
لقد تشرب المجتمع منذ تأسست الدولة السعودية الحديثة فكرة إغاثة الآخرين ومساعدتهم، وعندما كان المجتمع صغيره وكبيره يسهم في مساعدة الشعب الفلسطيني المنكوب رغم الفقر في ذلك الحين وقلة ما في اليد، ومنذ أن أسهم بصبر في الحروب العربية ضد العدوان عليها، وهذا المجتمع يدعم ويغيث الشعوب من حولنا حتى وصلت المبالغ المسجلة في المنظمات العالمية رسميا إلى أكثر من 90 مليار دولار استفادت منها 88 دولة في العالم. وأثبتت المملكة من خلال الدعم الرسمي والشعبي وجودها في الجهود العالمية للتصدي لها كإعصار تسونامي، وزلزال باكستان، وفي غزة والعراق والصومال والسودان وسورية وغيرها من الدول التي مدت لها السعودية يد العون والمساعدة.

المصدر : جريدة الأقتصادية - 26 أغسطس 2016م