راشد محمد الفوزان - جريدة الرياض

عدد القراءات: 741

“احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود” وقول “التدبير نصف المعيشة واحفظ خضراك لغبراك والعقل خصيم نفسه” وقول وارن بافيت “إذا كنت تشتري ما لا تحتاجه، فسيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه”، وقوله “لاتدخر ما يتبقى بعد الإنفاق، بل أنفق ما يتبقى بعد الادخار”؛ وأختم بقوله سبحانه وتعالى “ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”. الأقوال والأحاديث عن أهمية “الادخار أو عد الإسراف أو التذبير” لا حدود لها، من آيات القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية، أو رجال أعمال أو غيره، ولكن ماذا يحدث في الواقع؟؟ قرار مجلس الوزراء الإثنين الماضي عن ما رفعه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للحبوب حول ظاهرة هدر الخبز ومنتجات الدقيق من المخابز والمصانع، قرر مجلس الوزراء إضافة جدول إلى جدول الغرامات والجزاءات الملحق بلائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية، حين نفحص وندقق أيضا في السلوك العام الذي يحدث لدينا سنجد أن حجم الهدر لدينا كبير وأستطيع القول أنه يتجاوز حد المقبول والإسراف، وأتذكر في حوار تلفزيوني مع أحد موردي المواد الغذائية، أن ذكر وفق رؤيته ودراستهم أن ما يقارب 30% من الأرز يهدر، وهذا ما يعزز أن لدينا حجم إسراف وصرف وتبذير قد يصل 30% من الطعام سواء داخل المنزل أو المطاعم، ورغم أن الوعي برايي ينمو ويتحسن ولكن لم نصل للمستوى المطلوب.

الإصلاحات الاقتصادية والقرارات مؤخراً أجد من أهم الإيجابيات التي تركتها هي ضبط وإعادة النظر في “المصروفات” حتى أننا نلحظ حجم كثرة المطاعم أو السفر للخارج بقروض موجود، ولا أتفهم من يقترض ويسافر ويحمل نفسه ديونا طويلة وقد لا يملك منزلاً وهو صاحب الأولوية، من يذهب للمطاعم بصورة يومية أو شبه حالة إدمان لدرجة يقتطع من دخله ما قد يصل ربع راتبه لمجرد إشباع رغبته بشيء ثانوي ومضر صحيا وهي المطاعم، ولن أمنع الناس أو أطالب بمنعهم أو نحو ذلك أبدا، ولكن التوازن والعقلانية هي المطلوبة، والأولويات واضحة، منزل، الاهتمام بالأسرة، عملك، تعليم، صحة، الادخار؛ هذه هي الأولويات وليس المصروفات الاستهلاكية الغير منتجة وذات قيمة، من إيجابيات القرارات الاقتصادية تقدير ومعرفة أهمية كل ريال ينفق ويقدر ذلك، لا أن يكون مجرد ورقة بلا قيمة أو تقدير أو قيمة مضافة، إعادة النظر والتدبير لدخلك ومصروفاتك ولا تنفقها بما لا تحتاج حتى لا تبيع ما تحتاج مستقبلا، والأهم الادخار في الرخاء والشدة، الأزمة تقدم دروساً جيدة وحميدة وإن كانت مؤلمة للبعض، ولكن للمستقبل أفضل.

المصدر : جريدة الرياض - ١٣ اكتوبر ٢٠١٦