عالية الشلهوب - جريدة الرياض

تصريحات بعض المسؤولين الأخيرة في شأن أحوال المواطنين والوضع الاقتصادي ليست الأولى، فهي امتداد لتصريحات سابقة في غالبها لم يحالفه التوفيق، حتى ظهر نائب وزير الاقتصاد والتخطيط بعد تصريحه الشهير بإفلاس المملكة خلال ٣ الى ٤ سنوات ان لم تطبق الاجراءات التصحيحية وأولها خصم البدلات وإيقاف العلاوة السنوية لهذا العام، ليكون اكثر شجاعة ويتراجع عن كلامه بالقول انه خانه التعبير في حديثه عن الافلاس ككلمة قوية لم تكن صائبة ونحن نمتلك ربع ثروة العالم من النفط و ١٠٪ من الثروات السيادية، وهذا التراجع عن الخطأ يحسب له، حديث وزير الخدمة المدنية ايضا عن انتاجية الموظف الحكومي وتحديدها بساعة واحدة كانت غير موفقة واحدثت ردة فعل سلبية على مجتمعنا عالميا ومحليا ونحن نتهيأ لتحقيق رؤيتنا ٢٠٣٠م ونعتمد على مواردنا البشرية في التطبيق وتحريك الاقتصاد وجذب الاستثمار، فكيف سنقنع العالم والمستثمرين الاجانب بالدخول في السوق السعودي ورجل الموارد البشرية الاول في البلاد يقول هذا الكلام !، قبل ذلك سمعنا تصريح ان مشكلة الاسكان لدينا هي مشكلة فكر! والاحاديث تطول، هذه التصريحات التي اراها من وجهة نظري انها (شطحات) خاطئة من الوزراء لم تكن الاولى فقد سبقها شطحات اخرى، لازلت اتذكر بعضا منها على سبيل المثال ( كفاية دلع أيها المواطن)، (بلا مواطن بلا بطيخ !) واخيرا يأتي مسؤول ومن نسج خياله وادارته الرائعة ليتعدى التصريحات الى الفعل والامر بقرار البصمة ٥ مرات في اليوم على جهازه!، ليقدم مثالا عصريا على المسؤول خارقا للفكر الاداري الحديث، في الحقيقة والمواطن والمتلقي يستمع ويرى هذه الشطحات تكون لديه حيرة من أمره، لو هذه صادرة من مواطن او موظف على المرتبة الثالثة والثانية في السلم الحكومي الذي لا تتعدى انتاجيته ساعة! كما يؤكد ذلك وزير الخدمة لكان الامر قد يكون مقبولا ولكن ان تحدث هذه التصريحات من اعلى هرم في هذه الاجهزة فالأمر خطير ويحتاج وقفة لإعادة ثقة المواطن في هذه الأجهزة ومسؤوليها مجددا، ولعلي اقترح هنا ان يخضع كبار المسؤولين لدورات مكثفة في التعامل مع الاعلام قبل الظهور وقبل ذلك ان تحترم عقلية المواطن ويخاطب بالواقع والعقل وليس بمثل هذه الشطحات المؤلمة لمجتمعنا.

المصدر : جريدة الرياض - 25 أكتوبر 2016م