علي الجحلي - جريدة الأقتصادية

عدد القراءات: 922

ذكرت بالأمس نقطة استرعت انتباهي وأنا أتابع الكثير من المسؤولين النجباء يفقدون بوصلتهم وهم يحاولون أن يبدعوا في مجال لم يكن له أن يكون لأسباب كثيرة. قلت إننا لا نتعلم من أخطائنا وأن أي مسؤول لا بد أن يبدأ عمله بدراسة كل التجارب السابقة والتعرف على مكامن الخطأ في كل منها حتى لا تتكرر الأخطاء مرة بعد أخرى مع قدوم كل رئيس جديد.
التوثيق مهم جدا في المجال وهو ما يجعل المعلومات متوافرة ويفتح الآفاق لمزيد من الحوار والشفافية حيال كل فكرة جديدة يتم تبنيها. عندما يتعرف كل مسؤول على ما حدث في سابق الأيام سيكون قادرا على التعرف على الواقع بشكل أسرع ويتفاعل معه ويتفادى كل عوامل الفشل التي قد يواجهها.
الشفافية هي الأخرى أساسية, وما لم يتمكن المسؤول الجديد من إيجاد كم كبير من التقدير والقناعة بأهدافه فهو سيفقد كثيرا من المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها ممن عاشوا الأجواء قبله وتعرفوا على الخطط ومآلها. إيجاد الثقة المتبادلة هو ما يسمح بالمكاشفة ويعطي الجميع المجال للحديث والتفاعل, ولعل تنفيذ لقاءات مع مختلف مستويات العاملين يحقق بعض الشفافية التي يمكن أن يستفيد منها الشباب في التعرف على التوجهات القيادية ويتبنوا الجديد الذي يريد لهم القائد أن يتفاعلوا معه ويكونوا جزءا من عوامل الدفع باتجاهه.
يمكن أن نذكر كثيرا من المواصفات المهمة التي يحتاج إليها التغيير, لكن واحدا من أهم العناصر التي يفتقدها الكثير ممن يملكون زمام الأمور في المجالات الاقتصادية والإدارية هي الرغبة في التعلم. هنا يبرز أولئك الذين يتقبلون الفكرة مهما كان مستوى من يقدمها. الرغبة في التعلم تبدأ من الشعور الواقعي بأنه ليس هناك “أبو العريف”, وليس ضروريا أن يعلم الرئيس كل شيء فذلك لا يدل إلا على جهل من يعملون معه, وتعود الدائرة عليه فهو من اختار غير الأكفاء كشركاء في بناء المستقبل الذي يريده.
تقبل الآخر واحترام تفكيره وتشجيع الجميع ليدلوا بآرائهم ويمارسوا حقهم في التعبير, وإشاعة الإحساس بحرية الرأي وأهمية التعبير عنه, كل هذا سيؤدي إلى تغذية الحوار الذي ينتج عنه كثير من المعارف التي لم يكن لها أن تبرز في ظل كتم الأنفاس ومنع الآخرين من التعبير.
حديث طويل وماتع قد أعود إليه لاحقا إن أتيحت الفرصة.

المصدر : جريدة الأقتصادية - 17 نوفمبر 2016م