محمد عثمان الثبيتي - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1032

5742 قضية تحرش جنسي بالأطفال عن طريق الإنتزنت تم رصدها من قِبل وزارة العمل والشئون الاجتماعية خلال مُدة قُدِّرت بخمس سنوات ،وكانت كفيلة هذه الحصيلة المُخيفة بضرورة عقد الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال والذي عُقد تحت إشراف وزارة الداخلية في بادرة إيجابية لحماية مُستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من هذه الفئة من الذئاب البشرية المُتخفية خلف الشاشات لممارسة شذوذهم مع أطفال أُخذوا على حين غِرة من متابعة أُسرهم وعدم وعيهم لماهيِّة خطورة هذه السلوكيِّات التي لا تتجاوز في فهمهم العفوي أنها تسلية لا أكثر.
لقد وُظِّفت التقنية من قبل الكثير في غير ما أُنتجت له، وأبدع مستخدموها في الإضرار بالأفراد والمؤسسات على حدٍّ سواء دون توافر رادع ذاتي؛ الأمر الذي جعل من هذا الفضاء مسرحاً مفتوحاً لسلوكيِّات نشاز لا تُقرها الأديان السماوية وتنبذها الأعراف الإنسانية بهيئاتها، ولكن السُنة الكونيِّة المُتمثلة في وجود طريقي الخير والشر أوجدت هذا الخلل في التعاطي مع هذه الوسائط المُستحدثة التي ترتبط نوعيِّة الاستخدام بخُلق ومبادئ المُسْتَخْدِم التي تُعدُّ مُحددات لذلك؛ مما حدا بالجهات الحكومية المعنية بحفظ الأمن المعلوماتي إصدار قوانين تُحجِّم هذه الجُنَح الأخلاقية وحماية كينونة المُجتمعات من التجاوزات التي سرَّعت التقنية ارتكابها.
فعلى الرغم من كثرة التوصيات التي خرج بها اللقاء إلاَّ أن مُجرد الاجتماع يوحي بخطورة الفعل، وإحساس الجهات ذات العلاقة بأهمية دورها للتصدي له – توعية وعقاباً – حيث بلغت إحدى وعشرين توصية لعل أبرزها ما يلي : تصميم برامج توعوية لطلبة المدارس حول الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت ،وبناء إستراتيجية وطنية شاملة لوقاية الأطفال من الإباحية والاستغلال ،وتشجيع المبادرات الفردية والمؤسسية ذات العلاقة ،ونشر الوعي الثقافي وحفظ حقوق الضحايا من الأطفال في التعليم والمأوى والصحة، ومع وجاهة هذه التوصيات وغيرها إلا أنها تبقى غير ذات جدوى ما لم تُعزز بإجراءات عملية تتبع كل حِيل ووسائل المُتربصين بهذه الفئة الغالية على قلوبنا، مع الأخذ في الاعتبار أن المساحة واسعة لتنويع وابتكار أساليبهم ومحاولة الالتفاف على كل جهد يُقدَّم من الجهات الرقابية على وسائل التقنية.

المصدر : جريدة المدينة - 20 نوفمبر 2016م