إبراهيم علي نسيب - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1285

جدار الوعي والمدرسة !! • والله تألمتُ جدا على الجدار الذي يحيط المدرسة، تلك التي تبدو كتحفة معمارية في مظهرها وأناقتها وتصميمها وجمالها وهيئتها، تلك التي توحي وكأنها عروسة تتهيأ للعرس، وتنتظر يوم الفرح الكبير، وكم هو جميل أن ترى وزارة التعليم تبني مدارس جديدة بهكذا طريقة رائعة، وأمنيتي قبل أن تبني المدارس أن تبني التلميذ وتُعلّمه القِيَم، وكيف يحفظ ويحافظ عليها وعلى كل الممتلكات العامة، ذلك لأني مؤمن بدور التعليم والمعلمة والمعلم، ولا أتمنى أكثر من أن تزرع مدارسنا في النفوس الصغيرة كيف يُحبون الوطن، وكيف يُحافظون عليه وعلى كل ما يخصه..!!!
• تلك المدرسة يا سادتي هي مدرسة داود بن عروة الثقفي الابتدائية، والتي تقع في حي السامر الغربي، وهي ما تزال في طور البناء الذي أوشك أن يكتمل، وفي المرحلة الأخيرة، وقبل أن يتم التسليم جاء عابثٌ ليكتب على الجدران عبارات بلونٍ قاتم، وقلبٍ معتل، وقلمٍ ليس في ذمته أدب الحياة وقيمة الجمال، جاء ليُشوِّه الصورة التي أحببتها جدا وعشقتها قبل أن أرى التلاميذ يدخلون من بوابتها، وقبل أن يحتفل الحي بولادتها، جاء ذلك التلميذ ليضع بصمة قلّة التربية وقلّة الوعي على جدرانها، جاء وكأنه يريد أن يُحدِّث وزير التعليم عن أهمية تربية التلاميذ قبل تعليمهم، لأن الأخلاق هي ليست مادة تعليمية فقط، بل هي سيرة، وقصة حياة ونجاح ترسم وعي الشعوب، وأدب الشعوب، وثقافة الشعوب، ونمو الشعوب، وتطور الشعوب، وما ذلك الجدار في تلك المدرسة سوى قصة واقع معطوب لتعليمنا الذي عليه أن يسعى جاهدا في تبنِّي خطط إنقاذ، فربما هي وحدها المنقذ لا أكثر..!!!
• (خاتمة الهمزة).. يستحيل أن تبقى الأشياء الجميلة في حياتنا دون إحساس بها.. تُرى مَن يصنع أدب المحافظة على الجمال.. بالتأكيد.. البيت والمدرسة.. وهي خاتمي ودمتم.

المصدر : جريدة المدينة - 24 نوفمبر 2016م