عدد القراءات: 1305

أوضح د مفلح ربيعان القحطاني رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان  في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق يوم الأحد 3/5/2009م أن هذا اليوم يمثل فرصة لمراجعة الوضع القائم  والعمل على  تأمين الضمانات الكافية لحماية حرية التعبير عن الرأي المسئولة وتشجيع وتنمية المبادرات الصحفية التي تهدف لخدمة الفرد والمجتمع والإشارة لمواطن التقصير بغرض معالجتها والتنبيه إليها وتذكير المسؤولين بأهمية دعم حرية الإعلام و الصحافة الهادفة  .فهذا اليوم يعد فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة؛ وتقييم الحرية التي يتمتع بها الصحفيين ، والتذكير بأهمية استقلال الصحافة في خدمة الأمم والشعوب.ومن المعلوم إن حرية الصحافة تكون عندما يكون هناك حرية للتعبير عن الرأي  والذي يختلف من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى.

ومن منظور إسلامي فقد عرفه مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي بأنه تمتع الإنسان بكامل إرادته في الجهر بما يراه صواباً ومحققاً النفع له وللمجتمع ، سواء تعلق بالشؤون الخاصة أو القضايا العامة .

            ولا شك أن  حرية التعبير عن الرأي حق مصون في الإسلام في إطار الضوابط الشرعية التي أشار لها قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم  176 (2/19) في دورته التاسعة عشرة. المنعقدة من 1 إلى 5 جمادى الأولى 1430هـ ، الموافق 26–30نيسان ( إبريل ) 2009م ،والتي  من أهمها :

(‌أ) عدم الإساءة للغير بما يمس حياته أو عرضه أو سمعته أو مكانته الأدبية مثل الانتقاص والازدراء والسخرية ، ونشر ذلك بأي وسيلة كانت .

(‌ب) الموضوعية ولزوم الصدق والنزاهة والتجرد عن الهوى .

(‌ج) الالتزام بالمسؤولية والمحافظة على مصالح المجتمع وقيمه .

(‌د)  أن تكون وسيلة التعبير عن الرأي مشروعة ، فلا يجوز التعبير عن الرأي ولو كان صواباُ بوسيلة فيها مفسدة ، أو تنطوي على خدش الحياء أو المساس بالقيم ، فالغاية المشروعة لا تبرر الوسيلة غير المشروعة .

(‌ه) أن تكون الغاية من التعبير عن الرأي مرضاة الله تعالى وخدمة مصلحة من مصالح المسلمين الخاصة أو العامة .

(‌و) أن تؤخذ بالاعتبار المآلات والآثار التي قد تنجم عن التعبير عن الرأي ، وذلك مراعاة لقاعدة التوازن بين المصالح والمفاسد ، وما يغلب منها على الآخر .

(‌ز) أن يكون الرأي المعبّر عنه مستنداً إلى مصادر موثوقة وأن يتجنب ترويج الإشاعات التزاماً بقوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [( الحجرات : 6 ) .

(‌ح) أن لا تتضمن حرية التعبير عن الرأي أي تهجم على الدين أو شعائره أو شرائعه أو مقدساته .

(‌ط)  أن لا تؤدي حرية التعبير عن الرأي إلى الإخلال بالنظام العام للأمة وإحداث الفرقة بين المسلمين .

وأكد د. مفلح القحطاني أن الجمعية تولي أهمية كبرى لحرية التعبير والإعلام في ظل الضوابط الشرعية باعتبارها أحد الحقوق الأساسية للإنسان بمعناها الشامل ما دام ليس فيها  تعدى على حقوق الآخرين أو يتم استخدامها كأداة للإساءة إلى الثوابت والمقدسات ، أو بث الفتنة. مما يتطلب التوفيق بين أمرين الأول الحرص على دعم حرية الإعلام والتعبير والثاني اتخاذ الوسائل المتاحة لمنع استخدام تلك الحرية للتعدي على حقوق الآخرين أو الإساءة إليهم .

وأكد د القحطاني على أنه ينبغي على المستوى الدولي تجنب ازدواجية المعايير فيما يتعلق بحرية الأعلام والصحافة في التعامل مع القضايا الإسلامية والقضايا الأخرى فنجد أن هناك احتجاج بوجوب احترام حرية التعبير و الإعلام عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإسلامية وإغفال لذلك عندما يتعلق الأمر بالقضايا الأخرى مما يوجب معه تطبيق ما اشتملت عليه المواثيق الدولية من قيود لمنع الإساءة إلى الأديان ، وتشجيع الفهم الصحيح لدور وسائل الإعلام في تعزيز الحوار والتقارب بين الثقافات.

وأشار رئيس الجمعية أن الإعلام الحر المستنير والمنضبط يعتبر  احد أهم الوسائل التي يتم من خلالها نشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان بين كافة أصناف المجتمع حيث انه ذا تأثير كبير وجوهري في توجيه المجتمع وتنويره وتثقيفه وهذا يقتضي أن تكون هناك حرية إعلامية من جانب وان يكون من يتصدى لهذه المهمة في هذا القطاع على دراية كاملة بحقوق الإنسان والوسائل المناسبة لإيصالها لكل من المواطن و المسؤول في إطار من  السعي المتواصل لتعزيز التسامح الذي يعد الحوار أهم أدواته وفي ظل  شعور عال بالمسئولية وبروح من الاحترام والفهم المتبادل .

جدير بالذكر أن  الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993، عقب التوصية التي اعتمدت في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991.و يحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة في كل أرجاء العالم في 3 أيار/مايو من كل عام .