تصريح لرئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
يحتفل العالم في 3 مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة ، وفي هذه المناسبة صرح رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان د مفلح ربيعان القحطاني حول حرية الصحافة في المملكة فذكر: أن حرية التعبير عامة ومنها حرية الصحافة قد احترمها الإسلام وشجعها منذ بزوغ فجر أيامه الأُول ، ودعمها النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه ، وسار على دربة الخلفاء الراشدون فوطدوها في عقول الناس . وبلغت الحرية مبلغها حين فرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه قانونا يحرم غلاء المهور ، لتقف امرأة من بين جموع الناس معترضه على ما أصدره خليفة المسلمين قائله : أيعطينا الله وتمنعنا أنت . فيقول الخليفة الراشد الذي أيده الوحي مرات عديدة : لقد أصابت امرأة واخطأ عمر . فهذه هي حرية التعبير في أجمل صورها ، واحترام رأي الآخرين في أبها حللها .
وبيّن: أن المملكة العربية السعودية قد أخذت بعض الخطوات في طريق حرية الصحافة وحرية التعبير سواء من حيث التنظيم أو الممارسة ، فبينت المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر أن: حرية التعبير عن الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية والنظَامية. و أضحى الآن الانفتاح الإعلامي ركيزة أساسية من ركائز مشروع الملك عبد الله الإصلاحي ، وهذا أمر واضح للعامة والخاصة.
وأضاف:
صحيح أننا قطعنا جزء كبير من طريق حرية الصحافة ، ولكن الطريق ما زال طويل ، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تطالب بمزيد من الشفافية والانفتاح الإعلامي ، فما تحقق إلى الآن جيد ونأمل أن يؤخذ هذا التقدم الملحوظ في حرية الصحافة المحلية في الاعتبار في التقارير الدولية التي تصدر بشأن حرية الصحافة في العالم، ومع ذلك فهناك خطوات أخرى يجب منحها للصحافة لتكون بالفعل مرآة تعكس واقع المجتمع ومشكلاته واحتياجاته ، صورة حقيقة لآمال الناس وآلامهم ، وصوتاً عاليا يعبر عن إرادة المجتمع وتطلعاته. آملين أن تكون الصحافة رقيباً شريفا وحقيقيا على جميع الأجهزة المكلفة بموجب الأنظمة بالرفع من مقومات الوطن وتقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين.
ونأمل أن يتسع صدر مسؤولي بعض الأجهزة الحكومية للانتقاد الموضوعي لبعض وسائل الإعلام لأداء أجهزتهم لان من شأن ذلك مساعدتهم في تفعيل الرقابة على أجهزتهم ومعرفة أوجه القصور فيها ، ولا فائدة للوطن ولا المواطن من قتل الرقابة الصحفية التي تكشف أوجه القصور في أي جهاز . فتلك لأجهزة الحكومية التي قد ترى أن حرية الصحافة والانفتاح الإعلامي قد يؤثر على هيبة هذه الأجهزة أو ينال من سمعة المملكة ومؤسساتها في الخارج قد لا تعكس رؤيتها تلك حقيقة الواقع لان الكشف عن الخطأ أو القصور يؤدي إلى مناقشته و معالجته وإزالة أسبابه وإذا أزيلت أسبابه بفعل جهد داخلي فلا شك أن ذلك سيشكل رصيد للمملكة على الصعيد الدولي ناهيك عن أن ذلك يعد على المستوى الفردي وفاء بواجب ديني وتنفيذا لالتزام نظامي .
ولكن من ناحية الأخرى .. فنحن نطلب من الصحفيين والإعلاميين أن يلتزموا بإحكام الشريعة الإسلامية وبالأنظمة المرعية وبعد الإساءة إلى إلى كرامة الإنسان وحقوقه.فعلى الصحفي أن يحترم قلمه ولا يوظفه لتحقيق مصلحة شخصية أو تصفية حسابات مع بعض الجهات والأشخاص ، ولا يكون همه السعي خلف التشويق الإعلامي والإثارة على حساب الصدق في نقل الخبر والمصداقية في التعامل مع الجمهور.و أن يلتزم بالنقد الموضوعي البناء الهادف إلى المصلحة العامة، والمستند إلى وقائع وشواهد صحيحة لئلا يساهم بسلوكه ذلك في الحد من حرية الصحافة ولعلنا هنا نذكر بما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز في خطابه أمام مجلس الشورى في السنة الثانية للدورة الخامسة، حيث قال حفظه الله: (إنكم تعلمون جميعاً بأن الكلمة أشبه بحد السيف ، بل أشد وقعاً منه ، لذلك فإنني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات ، والغمز واللمز، وإطلاق الاتهامات جزافاً كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم ، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وألا يكونوا عبئاً على دينهم ووطنهم وأهلهم).
ولا شك إننا نتطلع لان تقوم هيئة الصحفيين السعودية بدورها في تدريب الصحفيين وتقديم المساعدة اللازمة لهم في حالة تعرضهم لأي انتهاك لحقوقهم بسبب ممارستهم لأعمالهم الصحفية .
واختتم رئيس الجمعية تصريحه بالقول إننا نريد صحافة حرة منضبطة ومسؤولة تقول الحق ولا تخشى أحدا ، لتعكس الصورة الحقيقية لحال المجتمع وأجهزة الدولة المختلفة ، دون أن تجري خلف التشويق والإثارة الإعلامية على حساب الحقيقة فحرية الصحافة : هي حرية وسط ككل شيء في ديننا الحنيف ، الحرية التي تتوقف عند حدود حرية الآخرين . حتى تحقق الصحافة الهدف المأمول منها ويحقق نقدها مزيداً من النهضة المباركة التي تشهدها بلادنا في ظل قائدها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وحكومتنا الرشيدة