العنف الأسري في تزايد: صفة تليق بمجتمع “يتفرج”
قينان الغامدي - جريدة الوطن
حالات العنف الأسري في السعودية في تزايد مستمر، هذا ما تؤكده الدراسات الاجتماعية الميدانية التي كان آخرها ما نشرت عنه صحيفة “الشرق الأوسط” يوم السبت الماضي، إذ قالت دراسة أجراها المركز الوطني للدراسات والتطوير الاجتماعي تحت عنوان “العنف الأسري في المملكة العربية السعودية” إن هذا العنف يزداد بالتأكيد. هذا فضلا عن أن كثيرا من حالات العنف لا تصل إلى السجون أو دور الملاحظة أو الشرطة بسبب حساسية الموضوع والرغبة في التكتم على المشكلة وعدم كشف أسرار العائلة. وإذا تجاوزنا الدراسات فإن حالات العنف الأسري التي تنشرها الصحف اليومية بين الحين والآخر تعطي مؤشرا واضحا لتزايد هذا العنف في الوقت الذي لا توجد فيه تشريعات واضحة أو أنظمة رادعة تحول دون وقوعه أو على الأقل دون تكراره لدرجة أن بعض ضحايا العنف الأسري لا يجد حلا أو منقذا سوى الانتحار وأقرب دليل على ذلك حال الفتاتين اللتين حاولتا الانتحار في دار الإيواء التابعة لجمعية الوفاء الخيرية في الرياض، ونشرت صحيفة “الحياة” قصتهما يوم الأربعاء الماضي، فالفتاتان (30 عاما و25 عاما) حاولتا الانتحار عندما وجدتا أن الدار ستسلمهما إلى أسرتيهما، أي أنها ستعيدهما إلى دائرة العنف نفسها التي أوصلتهما للدار، فوجدتا أن التخلص من حياتهما هو أقصر الطرق للراحة من جرائم أسرتيهما بحقهما. وبطبيعة الحال لا يوجد عاقل في هذه الدنيا ناهيك عن مسلم يشجع أو يؤيد أحدا على الانتحار. لكن ما حيلة فتاة “مطلقة وأم لطفل” في الثلاثين من عمرها، يتناوب أبوها وشقيقها على ضربها وتعذيبها، ولا تجد من يحميها، بل كلما وجدت أملا في النجاة مثل دار الإيواء وجدت نظاما عقيما يعيدها مرة أخرى إلى حلبة التعذيب.
المصدر : جريدة الوطن - 21 رجب 1427 هـ الموافق 15 اغسطس 2006 م