الجيل القادم وقضايا المرأة السعودية
د.محمد عبد الله الخازم - جريدة الرياض
من يتابع وسائل الإعلام السعودية يتوقع بأننا، فجأة، أصبحنا أكثر اهتماما بقضايا المرأة وبأن النظرة المحلية المحافظة في هذا الجانب ستتراجع لصالح الإحساس بهموم المرأة ومشاكلها العصرية، والبعض يراهن في هذا الشأن على الأجيال الصاعدة أو الشابة التي يفترض أن تكون أكثر تفهماً وتقديراً لمطالب واحتياجات المرأة فهل يحدث ذلك؟ لنترك الإجابة للدراسة التي أجراها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام حول توجهات الشباب (ذكوراً وإناثاً) تجاه قضايا المرأة المتعلقة بحقوقها ومعاملة الرجل السعودي لها وتوظيف المرأة وتوفير الأنشطة الترفيهية لها، وكان معدل عدد أفراد العينة 3000شخص (تتغير حسب القضية المطروحة) من كافة مناطق المملكة ممن تقع أعمارهم بين 15و 30عاماً. هذه بعض ملامح الدراسة فيما يتعلق بنظرة الذكور الشباب تجاه قضايا المرأة.
يرى 79.7% من الشباب بأن المرأة السعودية تحصل على حقوقها مثل غيرها وأحسن. ليس ذلك فقط بل يرى 23.6% من الشباب عدم أهمية موضوع حقوق المرأة، في الوقت الذي ترى 92.7% من الإناث أهمية موضوع حقوق المرأة. الغريب في الأمر هو أن تأثير التعليم كان سلبياً في هذا الاتجاه، فكلما زاد المستوى التعليمي للرجال كلما تناقص اهتمامهم بموضوع حقوق المرأة (55.6% فقط من حملة البكالوريوس والدراسات العليا يرون أهمية حقوق المرأة مقارنة ب 61.7% من حملة الابتدائية)!
يرى 89.4% من الشباب السعوديين الذكور بأن الرجل السعودي يعامل المرأة السعودية معاملة حسنة أو عادية، مقابل 9% فقط يرون بأن المعاملة غير حسنة. الفتيات في هذا الجانب يرى 15.7% منهن بأن الرجل لا يعامل المرأة السعودية بشكل حسن.
لا يرى 39.7% من الشباب السعودي أهمية للأنشطة الترفيهية للمرأة السعودية، مقابل 86.9% من الشابات يرين أهميتها القصوى والمتوسطة. نفس الاتجاه في موضوع الحقوق نرى بأن مستوى التعليم يتناسب سلباً مع نظرة الذكور، حيث يرى 39.4% فقط من حملة البكالوريوس والدراسات العليا بأن الأنشطة الترفيهية مهمة للمرأة مقابل 52.7% من حملة الشهادة الابتدائية!
ثلث الشباب الذكور (33.8%) لا يرون أهمية زيادة فرص العمل للمرأة، مقابل 5.7% فقط من الشابات يرين عدم أهمية زيادة فرص عمل المرأة. الأمر يتكرر، عندما يرتفع مستوى تعليم الشباب تتدنى رؤيتهم تجاه أهمية توظيف المرأة.
الدراسة أكبر مما عرضته والأرقام عديدة يصعب التعليق عليها جميعاً، لكن الخلاصة هي أن النظرة التقليدية المحافظة تجاه قضايا المرأة السعودية لا تزال مسيطرة لدى الشباب السعودي،الجيل الصاعد، و لا تزال تربيتنا وتعليمنا يكرسان تلك النظرة. التباين واضح بين رؤية الذكور ورؤية الإناث تجاه قضايا المرأة المحورية في مجتمعنا السعودي. ترى من يؤخذ برأيه في القضايا الرئيسية للمرأة السعودية؟
المصدر : جريدة الرياض -