بدر أحمد كريم - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 1400

يُعرّف التوحد عند الأطفال بأنه «عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية، والتواصل اللفظي، وغير اللفظي، واللعب التخيلي، والإبداعي» وقد فوجئت -وربما غيري- بوجود (120) ألف طفل توحدي في المجتمع السعودي «لا توجد الخدمات الكافية ولا المناسبة لهم، والخدمات المتاحة حالياً لا ترقى إلى المأمول» فضلاً عن أن «المراكز الأهلية محدودة الإمكانيات، ولا تلبي احتياجات هذا العدد الكبير من أطفال التوحد».

هذا الكلام قاله الدكتور طلعت حمزة وزنه (استشاري أمراض المخ والتأهيل العصبي والأمين العام للجمعية السعودية للتوحد) ضمن تحقيق صحفي قرأته في نشرة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان (س2، ع15، محرم 1428هـ، ص8) وهذا يعني أن هناك أربع وزارات، لا توفر الإمكانات الكافية للوفاء بحقوق (120) ألف طفل سعودي، فوزارة التعليم العالي -حسب كلام الدكتور وزنه- «لا يوجد في جامعاتها مسار التوحد نهائياً» ووزارة التربية والتعليم «لا يوجد في كلياتها ومعاهدها هذا التخصص، واقتصرت على إيجاد مسار واحد فقط، في كلية المعلمين بجدة » ووزارة الصحة «لا توفر عيادات متخصصة، لتشخيص واكتشاف التوحد، سوى في ثلاثة أو أربعة مستشفيات فقط» ووزارة الشؤون الاجتماعية تقدم إعانة (فئات) (3000) ريال فقط سنوياً.

ولم أقرأ في التحقيق الصحفي موقف الجمعية من هذه القضية، وكأنها رضيت بشكر أحد آباء أطفال التوحد للجمعية، ونشرة الحقوق، لإثارتها هذه القضية، وطالب الجمعية بمساعدتهم والوقوف معهم فهل اكتفت الجمعية بهذا أم تحركت لينال هؤلاء الأطفال حقوقهم؟  فآباؤهم يشكون من: سوء وضعف التشخيص من مستشفى إلى آخر، والتكلفة العالية والباهظة، إذ تبلغ كلفة الطفل التوحّدي الواحد سنويا من (50) إلى (70) ألف ريال سعودي، ما بين تعليم، وتدريب، وعلاج، ونظافة، والرسوم في المراكز الخاصة تتراوح بين (20) و(30) ألف ريال، والخدمات ليست بالمستوى المأمول والمطلوب، والكوادر غير متخصصة، والأماكن غير ملائمة، ولذلك يطالبون الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان «بالتدخل وإلزام الجهات والوزارات المختصة بتنفيذ القرارات الخاصة بالتوحديين، وعدم تعطيلها».

أما مُحبّر هذه الكلمات فيتضامن مع الدكتور «وزنه» ويتوجه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ملك الإنسانية) ليأمر بتنفيذ الأمر السامي الصادر عام 1420هـ بإنشاء ثلاثة مراكز خيرية للتوحد في كل من: الرياض، وجدة، والشرقية، لإنقاذ فلذات الأكباد، ورفع معاناة أولياء أمورهم، فهؤلاء الأطفال -يا خادم الحرمين- يحتاجون إلى علاج دوائي، وعلاج بالفيتامينات، وعلاج غذائي، وبرنامج للتكامل السمعي، وآخر للتكامل الحسي، وبرامج لتطوير تفاعلهم مع البيئة التي من حولهم، وبرامج تربوية، وأنت لها يا أبا متعب.

المصدر : جريدة عكاظ -